السبت - 27 أبريل 2024
السبت - 27 أبريل 2024

ثلاثي العصر

يوماً بعد آخر تتطور التكنولوجيا لمصلحة الإنسان وخدمته تسهيل حركته وتواصله مع الآخرين. ومع كل تجربة جديدة يصنع الخبراء محطة إيجابية يمكن عبرها الانتقال إلى محطة أكثر تقدماً. هناك العديد من الدول المتطورة تسعى إلى طرح ابتكاراتها التكنولوجية، وتبدأ العمل بها لتستكشف النتائج ومن ثم تقرر، وفي أغلب الأحيان تكون تلك النتائج مثمرة، فعلى سبيل المثال شرعت السويد في تجريب طريق عام يتم فيه شحن السيارات الكهربائية أثناء سيرها عليه، عبر الاتصال بسكة حديد متصلة مع الطريق. وهذه التجربة إن نجحت فسوف تساعد على خفض استهلاك الوقود، وتشجع الناس على استخدام السيارات الكهربائية. مثل هذه التجارب المفيدة للبشرية ضرورية، فاختصار متطلبات الحياة بات مهماً في ظل ارتفاع الأسعار والوفرة الاقتصادية وعدم قدرة الفرد على تلبية جميع احتياجاته، وإسهام التكنولوجيا في اختصار بعض النفقات له دور في تأمين احتياجات أخرى أكثر أهمية. الاقتصاد بشكل عام صار مرتبطاً بالإنسان، والحكومات التي تعمل على الارتقاء باقتصادها بما يضمن مصلحة الأفراد تعد ناجحة، ولذلك نجد المواطن راضياً على الأداء الحكومي مادام الانتعاش الاقتصادي موجوداً، ومتى ما هبطت مؤشرات الاقتصاد تنعكس الصورة. إذن، ومن خلال مبدأ العلاقات المبنية على فرضية العمل المستقبلي، فإن الارتباط حالياً بين الثلاثي (الاقتصاد، التكنولوجيا، الإنسان) صار جذرياً، ولا مجال لفصل أي منهم عن الآخر، وأي توجه حكومي يزيد ذلك الارتباط ويصنع التقدم لمصلحة هذا الثلاثي فهو توجه محمود يحسب لصانعه. وتبقى التجارب التي تأتي تباعاً هي الأساس في تلك الصناعة، وكل تجربة تكنولوجية ناجحة تثري عملية التطور فإنها سوف تثري الاقتصاد والإنسان. [email protected]