الجمعة - 10 مايو 2024
الجمعة - 10 مايو 2024

الرباط مدينة الحُسْن

منذ ما يزيد على الخمس سنوات و أنا أتردد على مدينة الرباط، أو مدينة الضياء كما أحب أن أسميها، وهي مدينة مضيئة جميلة، تشعّ بعبق الفن و الثقافة والجمال، لا يمكن أن أقارنها بمدينة أخرى لأنها تتفرد بأناقة خاصة وبهاء نقيّ. لقد ساقني جناح السفر إلى المغرب عام 2000 في أول رحلة إلى تلك المملكة العريقة، وكانت الرحلة إلى مراكش مروراً بالدار البيضاء، ورغم إعجابي الكبير بمراكش إلاّ أني وجدت من ينافسها مثل الصويرة ومكناس. نعود للرباط فأول مسكن لي في الرباط كان في حي أغدال أو كما يكتب بالدارجة المغربية (أكدال) في شارع أطلس بفندق أطلنطك، فندق صغير على غرار (بوتيك أوتيل)، من ذلك الفندق تسير إلى شارع فرنسا حيث تجد مكتبة ورّاقة أكدال وفيها كل ما تحتاجه من كتب عربية وأجنبية وأقلام وقرطاسية، وفي الشارع ذاته تجد مقهى أوليفري الجميل حيث تجد ضالتك في القهوة المغربية الشهيرة (نص نص) والحلويات المغربية اللذيذة، وهناك أيضاً محطة الترام التي تأخذك إلى أقصى المدينة مروراً بالمكتبة الوطنية ومبنى الأمم المتحدة وباب الرواح ومحطة القطار الرئيسية في شارع محمد الخامس. أما شارع محمد الخامس فهو أيقونة الرباط، فهو يحوي عدداً كبيراً من المكتبات أهمها مكتبة الألفية الثالثة ومكتبة كليلة ودمنة ومكتبة الثقافة الشعبية ومكتبة خدمة الكتاب ومكتبة دار الأمان، ومن هناك يمكنك أن تعرّج على معرض الكتاب المؤقت للكتب القديمة والمستعملة الذي تنظمه جمعية الكتبيين، ولك أن تستريح في بيت الشاي، المقهى العريق بجانب مكتبة الألفية. يعود تاريخ مدينة الرباط إلى فترات تاريخية مختلفة، إلاّ أن التأسيس الأول للمدينة يعود إلى عهد المرابطين الذين أنشؤوا رباطاً محصناً، حيث أن هاجس الأمن كان أقوى العوامل التي كانت وراء ذلك الاختيار لجعل المدينة نقطة لتجمع المجاهدين ورد الهجوم المضاد عليها. وحول تأسيسها يذكر أن الموحدون قد أسسوها في أواسط القرن الثاني عشر، فقد بنى فيها عبدالمؤمن «رباط الفتح» وهي نواة مدينة محصنة شملت، إضافة إلى القلعة، مسجداً وداراً للخلافة، ويعتبر حفيده يعقوب المنصور، المؤسس الحقيقي لمدينة الرباط، فقد ذكر عدة مؤرخين أن اكتمال بناء المدينة كان على عهد أبي يوسف المنصور، بما في ذلك السور والبوابات، وقد عرفت المدينة خلال العهد الموحدي إشعاعاً تاريخياً وحضارياً. الرِّباط بكسر الراء، أو الرَّباط بالشَّدَّة على الراء وفتحة على الباء وسكون الطاء، اسم جميل لمدينة جميلة هي عاصمة المملكة المغربية، تقع على ساحل المحيط الأطلسي في سهل منبسط فسيح، وعلى الضفة اليسرى لمصب نهر أبي رقراق الذي يفصل المدينة عن سلا المدينة القديمة. [email protected]