الجمعة - 26 أبريل 2024
الجمعة - 26 أبريل 2024

البوصلة الإدارية

يصعب جداً على الإنسان أن يشتت نفسه في مجالات مختلفة لا رابط بينها، والعاقل يحرص على إتقان ما يعرفه ويجعل جهده وهمته في هذا المجال، ولا ضير إن انتقل لمجال قريب أو بعيد مع التركيز على الأصل، وعلى قاعدة السلف الجميلة: «من بورك له في باب فليلزمه» فتغيير التخصص بين الفينة والأخرى دون استقرار على مجال معين أمر غير محمود، ويمكن أن نطلق على العناية بمجال العمل (البوصلة الإدارية) فعدم المضي في اتجاه مناسب قد يكون سبباً في هدر الطاقات والأموال والجهود والأوقات، وهذا قد يقع في بعض الجهات والمؤسسات ويعبر عنه بعضهم بتعبير فيه شيء من القسوة فيسميه (الزهايمر الإداري)، حيث لا تعرف المؤسسة في أي جهة تمضي، وحيث لا يركز المسؤول جهوده على العمل الرئيس، وينشغل بأمور أخرى قد تكون مفيدة ولكن لا علاقة لها بالعمل، فلو قامت بعض الجهات الطبية بإنشاء ورشة لتصليح السيارات بسعر رمزي لاستفاد الناس من هذه الورشة من الناحية المالية أو اختصار الوقت ولكن هل هذا هو عمل الجهات الطبية؟ وهل هذا مجالها؟! فعلينا أن نركز على الأعمال الرئيسة ونسعى في تطويرها ووضع القوانين المنظمة لها، ونسعى دائماً في عمل مراجعة شاملة لما نقوم به من أعمال، ونحرص جاهدين على عدم الانشغال عن المهام الرئيسة فالانشغال بالأعمال الهامشية له عواقب وخيمة جداً، وليس المسؤول الإداري في الجهات الحكومية مجرد موظف بل هو قائد يجب أن يضع نظره لسنوات بعيدة ويسعى لوضع رؤى طموحة ومعقولة ومفيدة وتواكب تطلعات الحكومة ولا يشغل نفسه بحضور حفلات شبه يومية لتناول المأكولات الشعبية أو الاطلاع على الحرف اليدوية فهذه المسائل إن كان لا بد منها فتؤخر إلى أوقات أخرى بعد نهاية وقت العمل الرسمي، فالبوصلة الإدارية عند بعض الجهات بعيدة عن مسارها الصحيح، فالحفلات والاجتماعات المطولة واللقاءات والفعاليات وغيرها قد أكلت أوقات الموظفين وأهدرتها بالكامل فلا جدية عندهم في العمل وللأسف الشديد. وليتذكر كل واحد منا أن أعمالنا أمانة وتكليف في رقابنا ومن أبواب الأجر العظيمة: إتقان العمل. [email protected]