الجمعة - 17 مايو 2024
الجمعة - 17 مايو 2024

الصباح سعادة

حين تشرق الشمس إيذاناً ببدء يومٍ جديد، فإنها تجدد فينا كل شيء، تجدد الأمل والتفاؤل والطموح. تبدأ مع كل صباح قصة كفاحٍ جديدة، تبدأ محاولة جديدة لتحقيق الحلم، تبدأ فرصة جديدة لفعل المزيد من الخير، ونيل الكثير من الأجر، حين يبدأ يومٌ جديد فإنها فرصة لتحقيق نجاحٍ جديد، وإنجازٍ جديد، ورسم بسماتٍ جديدة على وجوهنا ووجوه الآخرين، فرصة لنذكّر أنفسنا أنه لا يزال هناك متسعٌ من الوقت، ولا يزال في الزمان فسحة، ولا تزال أمامنا مساحةً لنتحرك من خلالها ونتقدم وننجز أكثر ونرضي خالقنا ونبني بلدنا ومجتمعنا ونسعد أهلنا ومن حولنا، مع كل صباح يلوح أمامنا فجرٌ جديد لنحقق البهجة لنفوسنا ونسعدها أكثر وننهض بها إلى آفاقٍ جديدة. هكذا هو الصباح لطالما ارتبط بالأمل والعمل والحياة، الصباح مرتبطٌ بالنشاط والكفاح، وأيضاً بالحصاد والفرح والانشراح، دائماً نتفاءل بإشراقة شمس الصباح، نستبشر بها خيراً، ونرى في الصباح كل معاني الأمل والسعادة، ربما ينام الواحد منا على كثيرٍ من القلق ونصارع الأوجاع وآلام الحياة، نضع رؤوسنا مستحضرين أحداث اليوم ومسار الحياة فيصيبنا الكثير من الإحباط، نستذكر الصعوبات التي تواجهنا في طريق الحياة ودروب الطموحات فنكاد نيأس ويتمكن منا شعور الهزيمة والاستسلام، ولكن ما إنْ يشرقُ الصباح حتى تشرق نفوسنا من جديد، وتحيا الآمال في دواخلنا ونستنهض الهمم. الصباح سعادة ومن سعادة الصباح أن تبدأ يومك بصلاة الفجر، أن تستفتح نهارك بالأذكار، أن تتأمل السماء والأشجار والعصافير والحياة، أن تقبّل رأس والديك، أن تبتسم في وجوه أهل بيتك، أن تتناول إفطاراً شهياً وصحي، أن تشرب قهوة الصباح، أن تقرأ بعض الصفحات من روايةٍ أو كتاب، أن تستمع إلى برنامجٍ إذاعي ينعش في داخلك المشاعر الإيجابية ويحفزك للعطاء والإبداع، أن تذهب إلو العملِ بشغفٍ وحماس، أن تضع في ذهنك هدفاً محدداً، أن تلهم نفسك، نعم تلهم نفسك باستذكار كل محاسنك وإيجابياتك، أن تتيقن أنك مليءٌ بالخير والحب والرحمة، أن تستشعر النبل الذي بداخلك، ولا تكتمل السعادة الصباحية إلا حين نحوّلها إلى طاقة مستدامة تلهمنا طوال اليوم، وتدفعنا لنفعل الخير وننجز الكثير ونفرح جداً ونعطي جداً ونعيش الحياة جداً جداً. [email protected]