الجمعة - 26 أبريل 2024
الجمعة - 26 أبريل 2024

لفظ لا في القواميس الاجتماعية

يتحرج الناس من قول لا، ربما لأنهم لا يحبون سماعها، فيتهربون من التطرق إليها، حتى تحل المسألة نفسها بنفسها، بينما في الرفض والجواب الصريح يرتاح كلا الطرفين، فالأول يتخلص من إلحاح الثاني في الطلب، والثاني تتقلص فترة انتظاره، ويبدأ بالبحث عن حلول أخرى. هذه الظاهرة منتشرة في معظم المجتمعات الشرقية المتمدنة، قد يُبرر ذلك بالخجل، وقد يكون تكبراً، بأن يرى الأول أن الثاني لا يستحق الرد، أو أقل من مستوى الرد، وهذه مشكلة، خاصة إن بدرت من المؤسسات الرسمية والحكومية. الشفافية مهمة حتى في المسائل الشخصية، ففي مسألة كالخطبة مثلاً، سهل أن ترد أم العروس بأن العروس ما زالت تدرس الموضوع، أو أنها غير مستعدة للزواج، بدل من التطويح. أو قد يختفي البعض من حياتك، لأن مدى علاقته بك انتهت، فيتجاهل مكالماتك ورسائلك، وعليك أنت أن تفهم بأنه يقاطعك، هذه الحالات غالباً ما تحدث ليبقى الباب موارباً، حتى إن احتاج إليك يوماً، عاد إليك دون حرج. وأحياناً قد تشرح لأحدهم في رسالة هاتفية بأنك في حالة سيئة، وتمر بظروف خاصة، وأنك لا ترغب الحديث مع أحد، وستتصل به بعد تحسن حالتك، فيواصل الاتصال بك، وكأنه لم يصدقك، وربما يمنعك من قول لا! وذلك ببساطة لأن التعامل بوضوح غير موجود في معظم القواميس الاجتماعية العربية. حتى بعض الجهات أو المؤسسات قد تبقي الباب موارباً أحياناً، تتقدم بطلب ما، وتظل تنتظر، وقد يمتد الانتظار لشهور أو سنوات أحياناً، وقد لا يأتي الرد بتاتاً، فيتسرب الوقت منك دون أن تدري، وأنت تعيش الأمل، لأن عدم الرد يعني الأمل بنعم، مادام لم يكن هناك لا. أحياناً الحرج يكون لعدم وجود سبب للرفض والاعتذار، أرى أنه يجب الرد، بوضع أي مبرر، سواء كان مقنعاً أو غير مقنع، كاكتمال العدد، أو وجود أشخاص أكثر خبرة من صاحب الطلب، لأنه إذا لم يتم الرد على غير المقبولين في وظيفة مثلاً، قد تضيع فرص أخرى، ليس للتقادم فقط، بل لسقوط أو انتهاء صلاحيات المعطيات التي قدم على أساسها الطلب. والقصد أغلق الباب ولا تجعله موارباً لغاية أو لمصلحة ما في قلبك. [email protected]