السبت - 27 أبريل 2024
السبت - 27 أبريل 2024

انقلاب .. لكن من نوع آخر

إذا كُنتَ ممن يحومون في حلقة مفرغة، باحثاً عن أمل، فاعلم أنك لن ترى بصيص النور إلا بعد عزمك على انحراف الدوران لأقرب مسلك يؤدي بك إلى طريق مستقيم. إذا لم ينتعش عقلك بالمعارف والعلوم، ولم يتفرغ للمطالعة والتفكير مستخدماً الأدوات الأربع «القراءة والمشاهدة والسماع والنقاش»، فثق أنك لن تصل لمرحلة الإدراك وفهم المجريات ولا حتى السباق مع الزمن، وحينها أنت «جاهل». إذا أقمت بين ظهراني متقاعسين، وفي محيط يهوى اللهو، ويمتهن النقد والتنمر، ولا يثيره نجاح المثابرين، فلا تَلُم غيرك على نقص مواردك واحتياجاتك، فأنت من تقود مستقبلك للهاوية. إذا كنت ممن لا يجيد سوى إعادة نُطق التلقين، وبلا تمعُّن بمحتوى السماع، ولا فلترة الأفكار والأطروحات، وتفعيل العقل والمنطق لفهم معانيها، فسينطبق عليك وصف «الإمَّعة»، وهو الشخص المتردد الذي لا يثبت على رأي، ويوافق كل واحد على رأيه. كل ما سبق وغيره، صور لأناس نراهم كل يوم في حياتنا، فمنهم القادر على انقلاب الحال للأفضل وتدارك الزمن، والبعض الآخر لا يعير أي اهتمام، ويبقى أسير الانهيار الشخصي. فأين يكمن الخلل؟ عندما تدرك أن تلك الإخفاقات في الحياة سببها محيطك، فليس من العيب أن تخفف منه، وتعيد النظر في اختيار الجلساء الأساسيين، فالمجتمع مليء بالناجحين، وحاول أن تبحث عن الشيء الذي يتناسب مع اهتمامك وطموحك، وعمن يمدك بالطاقة، فالحلول والمجالات متوافرة. من المؤكد أن تُرْبَتَك خصبة تقبل التغيير، وليس من المحتمل أن تكون مُتَشَبِّعَة فلا تقبل المزيد. لا تفتح مجالاً للتسويف في نواحي حياتك، ففكر ثم خطط ثم استشر وبعدها اتخذ قرارك وطبق. كن من المبادرين لأي خطوة أو فكرة محمودة، حتى تضاف لرصيدك المهني أو الإنساني، فالحياة فُرص، والناس شهود في الأرض. تمعن ما تلمحه عيناك من أسطر، فقد لا تحتاج إليه اليوم، ومن المؤكد حاجتك له غداً. لا تُحمِّل أخطاءك للآخرين، فبذلك لن تتقدم خطوة، بل اعترف بالخطأ وتعهد بالتعديل. لا تفرح لأخطاء غيرك، فقد أخطأت من قبل، ولكن ساعدهم إن رغبوا فقد تحتاج إليهم يوماً. دع شعارك لا للفوضى، نعم للانضباط، وعلى ما سبق وغيره من إيجابيات ستنقلب بحياتك للأفضل، وستلمس روح الطاقة المفعمة بالمحبة والشغف، والأهم الطمأنينة للجميع ومع الجميع.