السبت - 18 مايو 2024
السبت - 18 مايو 2024

الكتب المصورة

الكتب المصورة تلعب دوراً مهماً في جذب الأطفال، وغالباً ما يتساءل الناس لو كان لي رأي في الرسومات الموجودة في الكتب التي أصدرتها. فمن المعتاد أن الكاتب يرسل النص للناشر والناشر بدوره هو من يهتم بالرسومات ولكن الوضع يختلف لدي، فأنا أحب أن أهتم بالتفاصيل. وعليه، أختار الرسام وأتابع معه تفاصيل الرسم ومن ثم أبعث النص مع الرسم جاهزاً للناشر. فعلى سبيل المثال لو كان هناك مشهد عن شخصية غاضبة، ليس بالضروري أن أتكلم عنها، فقط أكتفي بتصوير الشخصية الغاضبة عن طريق الرسم. وبهذه الطريقة يكتشف الطفل ما يدور من أحداث عن طريق الرسم. والرسام المبدع هو من يضيف شخصيات ومشاهد لم تذكر من دون الخروج عن النص. ففي كتاب متكاملان معاً، أضافت الرسامة السعودية المبدعة إيمان عبدالحميد قطعة من الحلوى يحملها البوم وعندما أصبح صديق القداد، قسم الحلوى نصفين وشارك النصف الآخر مع صديقه القداد. لم أذكر هذا في النص ولم أطلب منها رسمه ولكن لكونها رسامة مبدعة، أضافت مشهداً جميلاً عن المشاركة بين الأصدقاء. فكما قالت الكاتبة والرسامة الأمريكية دابي ريد باث، إن الكتب المصورة للأطفال، تقدم حباً للفن بطريقة لا يمكن أن يحققها طفل بمجرد ذهابه إلى معرض فني. فالرسوم التوضيحية ليست مجرد زخرفة مضافة للنص، إنها تضيف للقصة وتحرك المشاعر تجاه الشخصيات. فالرسومات الشيقة تجذب الطفل وتشجع الطفل على العودة إلى الصور المختلفة مراراً وتكراراً، مع ملاحظة أشياء جديدة تتحدث بها الرسومات فقط. والرسومات أيضاً تعتبر تعليمية فغالباً ما يتم تعريف الأطفال بالكلمات في الكتب المصورة حتى عندما لا يكون الشخص البالغ مستعداً للمساعدة. وعليه فإن الرسومات تساعد القارئ الصغير للتعرف إلى الكلمات وتساعد في التعرف إلى المفردات بطريقة أسهل لتثبت في ذهن القارئ. لست بحاجة أن أقول إن الصورة ترسم ألف كلمة، فقد أثبت الباحثون أن المعلومات من الصور يستوعبها ويتذكرها الإنسان أكثر من المعلومات المكتوبة. وعليه، فهناك الكتب الصامتة التي تحمل رسومات من غير نص. فكما تكلمت عنها في مقالة سابقة بأن هذه الكتب ناطقة بكل شيء وتطرح أفكاراً ومضامين بالألوان، لا سيما أننا نعيش في عصر الصورة وجاذبيتها التي تتفوق على كل اللغات. [email protected]