الجمعة - 26 أبريل 2024
الجمعة - 26 أبريل 2024

تناقضات إيرانية

حين يتحدث ناطق باسم وزارة الخارجية الإيرانية قبل أيام عن التناقض بين أفعال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وأقواله فهو يتجاهل أن بلاده مكمن التناقضات، وعلى حد زعم الناطق بهرام قاسمي فإن عرض ترامب للحوار مع إيران يتناقض مع العقوبات المفروضة عليها. أولاً ليعلم المتحدث الإيراني أنه لا يوجد تناقض، فالحوار يأتي لجعل إيران تعود إلى جادة الصواب وتترك العبث، والعقوبات فرضت لأن إيران تخالف الأعراف الدولية بممارساتها العدوانية تجاه دول الجوار، بالإضافة إلى تجنيد وتسليح أذرعها «الطائفية» في بعض الدول للسيطرة على تلك الدول عبر الفوضى والتخريب ومن ثم الاستيلاء على السلطة لتصبح تابعة لها، وهذا ما حدث في اليمن ويحدث في لبنان، كما أن إيران ترسل حرسها الثوري إلى دول أخرى لفرض نفوذها على الحكومات كما في سوريا والعراق، وتحاول الإخلال بأمن البحرين وغيرها، وغير ذلك من أمور. إذن، العقوبات لم تأتِ إلا لأسباب، وربما يعود الفضل للدبلوماسية الإماراتية والسعودية في إقناع الإدارة الأمريكية بسوء نيات طهران وحقيقة تصرفاتها غير المسؤولة في المنطقة.. ولو عملت طهران على إزالة الأسباب فالأمور سوف تكون أفضل بالنسبة لها، أما البقاء ضمن دائرة «الشر» ونشر الفوضى فلن يجر على إيران سوى المزيد من الخناق على المستوى الدولي. التناقضات ليست سوى لدى قيادة إيران، فهي تريد أن تفعل كل شيء يضرّ بالمنطقة، ولا تريد أن يوقفها أو يرفض تصرفاتها أحد، وقادة إيران يدركون أن ما يفعلونه ضد دول الجوار خطأ بخطأ وأنه على حساب التنمية الداخلية، غير أنهم لا يعترفون.. وإلى أن يميزوا الخطأ من الصواب فلكل حادث حديث. [email protected]