الجمعة - 26 أبريل 2024
الجمعة - 26 أبريل 2024

ماذا سيبقى لأبنائنا؟

يتجه بعض الآباء إلى تكريس دراسة اللغة الإنجليزية باعتبارها لغة العصر والتكنولوجيا والعلم، ولا بأس في ذلك إذا آمنا أن لغتنا العربية هي اللغة الأم وأنه لا سبيل للاستغناء عنها، ولكن ما هي اللغة الأم لدى أبنائنا اليوم؟ هذا السؤال المربك يكون بإجابة مربكة إذا فهمنا اللغة التي يفكر بها الأبناء اللغة التي يحلمون بها والتي يشكلون بها مفرداتهم اليومية، بل اللغة التي سيختارونها حين يقررون قراءة كتاب ما، وأكبر سؤال لنا اليوم هل نجحنا بلغتنا أن نصل إلى أبنائنا بمنتجنا الثقافي والفكري والمعرفي على المستويات العمرية كافة؟ لا أعتقد أننا فعلنا منذ فترة من الزمن والدليل على ما أقول أن أغلب استهلاك أبنائنا هو استهلاك للمنتج الثقافي الغربي بلغة غير عربية، لنفكر معاً في الألعاب الإلكترونية وبرامج اليوتيوب وحتى البرامج التي تبث على القنوات الرسمية، وبمجرد التفكير سنستنتج أننا نحتاج أن نفكر من جديد في كل شي من حوارات بعض الآباء بلغة إنجليزية ركيكة مع أبنائهم في مراكز التسوق إلى المنتج الترفيهي المستهلك من قبل الأبناء، هذه النظرة الواقعية ستجعلنا نمعن النظر فيما يحدث وكيف أننا لم نستطع مواكبة ما حدث كان نقلة كبيرة وسحب البساط في كل الاتجاهات أننا نواجه جيلاً منفصلاً تماماً عن لغته، ولكن الإيجابي في الأمر أننا نملك ما نحتاج للعودة إلى ما كنا عليه على الأقل من خلال التعليم والإنتاج المعرفي والإعلامي بالتعاون مع المخلصين حتى نعيد للغتنا مكانتها ووضعها الطبيعي على خارطة العالم. [email protected]