الأربعاء - 08 مايو 2024
الأربعاء - 08 مايو 2024

سياسة الخصوصية تخلو من الخصوصية

في واقع الأمر؛ كلنا أو معظمنا مضطرون للتعامل مع كثير من مواقع الإنترنت، والمشاركة في بعضها كأعضاء، والانضمام لعددٍ منها، والتواصل عبرها بهدف حوار الأصدقاء، أو استشارة مختص، أو متابعة العمل، وسواء الصداقة، أو استشارة المختصين، أو العمل، وغيرها لا تخلو من خصوصيات، وهنا تظهر علامة استفهام كبيرة. من منا حرص على قراءة سياسة الخصوصية، بجميع بنودها؛ لمثل هذه المواقع العالمية؟ على الأرجح نحن لا نملك وقتاً، لذلك فنضغط على خيار موافق بكل بساطة، لأن آلافاً مؤلفة من البشر الذين نعرفهم؛ هم أعضاء بطبيعة الحال في هذا الموقع، فلو كان هناك ما يتطلب الحذر لما شاركوا، وهو استنتاجٌ خاطئ، لأن أغلبهم فعلوا الشيء نفسه، فوافقوا دون اطِّلاع، عذرهم، أن جميع من يعرفونهم مشتركون، وهنا تنبيه يجب طرحه. ليت كلّاً منا يحاول قراءة بنود سياسة الخصوصية لمواقع التواصل الاجتماعي التي يداوم عليها، ليكتشف ما اكتشفته سيدة أطلعتني على مدى دهشتها مما رأت، واختصرت الشرح بقولها: نحن بكل وضوح «مستباحون»، أسرارنا، أشغالنا، حواراتنا على الخاص، صورنا، المواقع التي نفتحها، الفيديوهات التي نشاهدها، الموضوعات التي نقرؤها، نوعية الأخبار التي نتابعها، وغيره... وغيره. تقصيت، وبحثت، وعندها فهمت ما ذهبت إليه هذه السيدة، فهذه المواقع تبدأ بذكر كم الخدمات المميزة والمغرية التي تقدمها لك، فهي على سبيل المثال ترسل لك الإعلانات التي توافق اهتمامك، وتطرح عليك اقتراحات ترى أنها تصب في مجال بحثك، وتعرض عليك عروضاً تتناسب مع نوعية مشترياتك، وتذكرك بالمناسبات التي تهمك، ثم تذكر أن كل هذه الخدمات تتطلب الاطلاع على جميع نشاطاتك على الموقع وخارجه، وهي تلتزم بمنح جميع المعلومات التي تحفظها عنك، للجهات التي تطلبها. ليتنا نطلع أكثر، لنعرف أكثر. [email protected]