الخميس - 02 مايو 2024
الخميس - 02 مايو 2024

لقد استطعت تغييره

بعض الفكاهات المضحكة تنتشر عبر وسائل التواصل الاجتماعي كالنار في الهشيم، الغريب أن الجميع يؤيد ما يجيء بهذه الفكاهات لشدة صدقها وطرافتها في ذات الوقت، وقبل أيام قرأت طرفة، أو ربما يمكن أن نسميه تساؤلاً، جيء بها على سبيل المزاح، وتداولها الناس عبر جميع قنوات التواصل، والكثير علق بأن ما كتب هو عين الحقيقة. الطرفة كانت تتحدث عن كيفية اختيار بعض الرجال لزوجاتهم، فهو يترك المرأة المحجبة ويتزوج غير المحجبة ويطلب منها أن تتحجب، ويختار السمينة ويطلب منها أن تكون رشيقة، ويختار امرأة موظفة ويطلب منها أن تترك العمل، ويترك حبيبته ويتزوج من امرأة لا يحبها، انتهت الطرفة بتساؤل أن هذه صفات من يا ترى من الشعوب؟ بالتأكيد لفتني ما كتب حيث شرح ببساطة شديدة، حقيقة اختيار البعض لحياتهم المقبلة، وبدأت أبحث عن هذا الفكر اللاواعي، وهذه الطريقة البائسة في التفكير، لم أترك طريقاً لم أسلكه لكي أستوعب هذه الحقيقة النفسية، ووجدت أخيراً إجابة على بعض التساؤلات التي طرحتها الفكاهة أو الطرفة. المجتمع العربي ولا أعرف إذا ما كان هذا المفهوم موجود في شعوب أخرى غيرنا، ولكنها النفس البشرية التي تعتقد أن قيمتها لا يمكن أن تكبر إلا إذا أسهمت في تغيير من حولها، وكتبت دراسات عديدة أن على الإنسان أن لا يسعى لتغيير الآخرين، وإنما عليه أن يغير طريقته في التعامل مع اختلاف سلوكيات من حوله، لم نكن نصدق هذا الكلام وإن كان البعض يردده من غير وعي، يؤمن بأن هذه المقولة صحيحة وواقعية ولكنه يجهل كيف يمكن لهُ أن يغير من نفسه، فالأصح أن يسعى بكل طاقته لتغيير منظومة فكر من يختلف عنه، وهنا تكمن المشكلة. اختيار الرجل لامرأة سمينة ويطلب منها أن تكون رشيقة، لأننا مجبولون منذ فطرتنا على أن نجاحنا يكمن في تلك اللحظة التي يقولها الرجل أو حتى المرأة، «لقد استطعت تغييره أخيراً»، أو «لقد جعلته يترك عاداته السيئة ويمارس الرياضة وأن ينهي علاقته مع التدخين»، ما أكتبه على سبيل المثال فقط، الكثيرون منا يعشق مفهوم أنه قادر على تغيير عادات الآخرين وسلوكهم، أنه ينظر إلى أن ما يقوم به يأتي من اعتقاده أنه على صواب وأن من حوله على خطأ! [email protected]