الجمعة - 26 أبريل 2024
الجمعة - 26 أبريل 2024

من سيُطيل عمر السلطان تيلومير؟

    في سبتمبر من العام الماضي، توفيت ليليان بيتانكور صاحبة العلامة التجارية الأشهر في عالم التجميل «لوريال»، عن عمر يناهز 94 عاماً مخلفّة وراءها ثروة كبيرة تفوق 42 مليار دولار، صاحبة الإمبراطورية التجميلية الأشهر في العالم، وبالرغم من ثروتها الهائلة لم تجرِ أي عملية تجميلية ولربما اكتفت بمكافحة علامات تقدم السن بما تنتجه معامل ماركتها الشهيرة من مستحضرات للعناية بالبشرة والحفاظ عليها نضِرة بقدر فعاليتها. اللافت في المليارديرة ليليان، ومن خلال قراءتي لسيرتها المهنية، أنها لم تفكر في تمويل أبحاث طبية متخصصة بموازاة خط إنتاج ماركتها في مكافحة علامات الشيخوخة والعناية بالبشرة؛ في إنتاج تركيبة طبية فعّالة تعمل على تعطيل تباطؤ كروموزوم الـ «تيلومير» المادة الكيميائية المسؤولة عن ظهور علامات الشيخوخة لدى الإنسان، بل بقيت تطور من منتجاتها الموضعية حتى آخر يوم من حياتها، رحلت وعلى بشرتها علامات واضحة لتغضنات الزمن وإن بدت لي أقل من عمرها بكثير! على صعيد متصل، توصل الباحث والطبيب الأسترالي «ديفيد سنكلير» مؤخراً إلى إنتاج تركيبة دوائية تعمل ضد تقدم علامات السن، وتوصف هذه التركيبة بأنها «إكسير الشباب»، وتعد فتحاً تاريخياً طبياً في مجال مكافحة أمراض الشيخوخة على حد قوله. عادة، وحينما تصلنا مثل تلك الفتوحات الطبية العالمية، فحالما أصل عند قراءتها عند كلمة «قد» أو «ربما» أو«ولكن» تتراجع نسبة التفاؤل في نفسي، ما دام العنصر الذي تم تجريب العقار عليه هم فئة الجرذان وليس الإنسان، فاستجابة كل منهما تختلف باختلاف الطبيعة البنيوية الجسدية لكليهما، لذا، فلم أتفاجأ عند قراءة نهاية الخبر الطبي من مكاشفة العالم الأسترالي عن محدودية هذه التركيبة وفعاليتها والتي تعمل على رفع كفاءة الجسد الفسيولوجية من حيوية وطاقة وكفاءة فيزيائية، وبأن العقار لا يمكنه تعطيل أو إخفاء علامات السن الخارجية على البشرة أو منع ظهور الشعر الأبيض أو إيقاف زحف التصحر في قمم الرؤوس! وتساءلت بدوري، هل سيتراجع ذلك الهوَس البشري العالمي عن امتلاك مقاييس مثالية جسدية مادية بهذا الفتح الطبي التاريخي؟؛ طالما أنه خيّب آمالهم من جدوى فعاليته لاستطالة عمر «السلطان تيلومير» المتحكم في زهوّ ونضارة أجسادهم الظاهرية. [email protected]