الثلاثاء - 21 مايو 2024
الثلاثاء - 21 مايو 2024

ضحية العيد

تطالعون المقال ومعظمكم صائم «يوم عرفة» الذي يمحو صيامه خطايا عام مضى وعام قادم، فما أكرم رب العالمين الذي يمنحنا الفرصة تلو الأخرى ويفتح لنا أبواب الصفح ونوافذ التسامح والمغفرة. ليتنا نتعلم كيف نتسامى على الجراح ونفتح صفحة جديدة في هذا اليوم المبارك الذي يقف فيه بعض أحبابنا في يوم عرفة سائلين المولى الاستجابة لدعواتهم ودعواتنا. التسامح صفة إنسانية لا يقدر عليها إلا الكبار ولكنها صفة قابلة للتعلم والتعود، وتلك الأيام مناسبة لاختبار قدراتنا على الصفح عن الذين أخطؤوا في حقنا بكلمة أو تصرف بقصد أو من دون قصد، فلا فائدة من استمرار الجفاء والقطيعة مع أي شخص تتقاطع معه دروبنا في الحياة، بل إن المتسامحين سيكسبون احترام كل من يعرف قصة الخطأ والصفح عنه. أما ضحية هذا العيد فهو الذي يصرّ على القطيعة ويرفض أن يمد يده لمصافحة من يريد الصفح، وأملي كبير أن يكون جميع قراء «الرؤية» من أصحاب النفوس الكبيرة القادرة على الصفح والتسامح مع الجميع. ومضة غداً عيد الأضحى المبارك وأكاد أجزم أنه الوقت الأنسب لإجراء ذلك الاتصال الهاتفي لمعايدة ذلك الشخص الذي طالت قطيعته بسبب خطأ من أحد الطرفين والكاسب من يبادر فطوبى للمبادرين. إنها مكالمة للمعايدة وإعلان التسامح وفتح صفحة جديدة في كتاب الحياة التي لا مبرر لعيشها في قطيعة مع أحد نستطيع الصفح عنه، وعلى ومضات التسامح نلتقي.