الجمعة - 26 أبريل 2024
الجمعة - 26 أبريل 2024

شجاعة التوقف

غالباً ما تبدأ البدايات بحماس جميل في كل شيء، هذا الحماس الذي يجعلنا نرى الممكن ولا نرى العقبات التي قد تكون في الطريق، وتعتمد غالباً هذه النظرة الأولية على طريقة التنشأة التي قد تجعلك ترى العقبات قبل أن ترى اللحظات الوردية والتحقيق والوصول أو العكس تماماً فكل منا يرى ما تبرمج أن يرى في الأشياء، ولكن مهما أخذنا الحماس في مجال ما أو أننا رأيننا تحقيق شيء من خلاله فإن الوقت وحده الذي يحكم إن كنا حقاً نريده أن أنها كانت نزوة ولم يتحقق المراد الحقيقي منها. فلو أخذنا مجال الكتابة على سبيل المثال فإن الكثير من الكتاب بدؤوا بحماس الإصدار والشهرة وسرعان ما اصطدموا بواقع الكتابة الحقيقي أن الكاتب في عالمنا العربي لا يمكنه أن يعيش من وراء ما يكتب على الأقل في وقتنا الحالي وأن الشهرة تتطلب الكثير من التنازلات بل إن الكتابة بحد ذاتها طريق وعر وشاق يحتاج الكثير مر القراءة والاطلاع كي يصل الكاتب للإتقان الحقيقي والتأثير، ولكن المعنى الحقيقي من يملك شجاعة التوقف ومتى؟ هنا ترى أن الكثير من الذين ينخرطون في المجالات بدافع الحماس وحده لا يملكون تلك الشجاعة التي ترشدهم للانسحاب، تلك الشجاعة التي نحتاجها في الكثير من المجالات دون أن نربط بداياتنا بذواتنا فيصبح التراجع والانسحاب وتغيير المجال أمراً مستحيلاً وكذلك الأمر في الكثير من التجارب والمجالات والوظائف التي نحن أكثر ما نكون احتياجاً لشجاعة الانسحاب منها. [email protected]