الجمعة - 26 أبريل 2024
الجمعة - 26 أبريل 2024

تقرأ الكتاب أم تسمعه

يبدو أن التطور لا يتوقف في عالم الكتب، فبعد أن اعتدنا منذ بداياتنا القرائية على الكتب الورقية، تطور الحال إلى قراءة الكتب الإلكترونية عبر الشاشات الصغيرة أو الكبيرة من خلال أجهزة الآيباد أو الكومبيوترات، ثم دخلت في الآونة الأخيرة فكرة الكتاب المسموع، والتي أصبحت «ترينداً» على مواقع التواصل الاجتماعي. الفكرة بحد ذاتها ليست جديدة، وقد عرفتها المدارس والجامعات منذ النصف الأول من القرن الماضي، لكن الجديد فيها هو انتقالها من الأسطوانة أو الكاسيت إلى الحالة الإلكترونية على شبكة الإنترنت، وبعد أن كان سامع الكتاب قديماً يحتاج جهاز «جرامافون» أو «مسجلة كاسيت»، بات السامع الحديث يستخدم أجهزة متنوعة، وبمقدوره سماع الكتاب في أي مكان من خلال الأجهزة المتعددة المنتشرة لدى الجميع من هاتف وأجهزة لوحية أو كومبيوترات، أي إن الأمر سهل فوق ما نتخيل، ولكن هل يستطيع الكتاب المسموع التغلب على الكتاب الورقي وإزاحته من صدارة المسألة القرائية في المجتمعات؟ الأكيد أن الكتاب المسموع يمر بتحديات في طريقه نحو الانتشار، وأهمها عادة القراءة الورقية التي ألفها الناس، وربما يكون حضوره أكثر لدى عدد كبير من أفراد الجيل الجديد ممن فتحوا أعينهم على الزمن التكنولوجي، لكن الجيل الأكبر سناً منهم لن يتقبل الفكرة بسهولة، فالألفة مع الورق أمر يصعب التخلي عنه، كذلك يأتي موضوع المكتبة المنزلية، فالكثير من الناس يحبون الاحتفاظ بالكتب الورقية في مكتبات خاصة لمراجعتها عند الحاجة، أما الكتاب المسموع فلا يمكن للمكتبات أن تحتضنه، لكن تجربته مستمرة، وننتظر نتائجها من خلال إحصاءات دقيقة من أهل الشأن. [email protected]