الجمعة - 26 أبريل 2024
الجمعة - 26 أبريل 2024

الطاقة الحرارية الجوفية في الوطن العربي

يمتد الوطن العربي من المحيط الهندي شرقاً إلى المحيط الأطلسي غرباً، صحيح أنه ليس جميع الدول العربية تطل بسواحلها على أحد المحيطين، لكن جميعها تستطيع الوصول للب الأرض بطريقة أو بأخرى، لذلك فإن جميعها لديها فرصة للاستثمار في الطاقة الحرارية الجوفية للأرض، فالسر هنا يرتبط بلب الأرض الساخن، ويطل علينا هذا اللب من أي وكل نقطة على سطح الأرض. الأحجية في حفر الآبار الطاقية هو وجود تضاريس جبلية، ليس لأن البئر الطاقية سيحفر فيها، لكنه يعني أن صخور القاعدة للأرض bedrock التي ستثبت البئر قريبة من السطح في تلك المناطق. ولو اطلعت على الخريطة التضاريسية للوطن العربي، ستجد أن جميع الدول العربية لها تضاريس جبلية، باستثناء بعض دول الخليج العربي، كالبحرين وقطر والكويت، لكن هذه الدول صخورها الأساسية (القاعدة) قريبة من السطح، ولا نحتاج لكثير من الأدلة لنثبت هذا، فمعروف عنها أن آبار بترولها قريبة من السطح، والبترول لا يوجد إلا في الصخور الأصلية. وبالنظر للخريطة التضاريسية للوطن العربي، تجد أن دوله المطلة على المحيطات تمتد على سواحلها سلاسل جبلية التوائية، ولو استثنينا موريتانيا، فإن كلاً من عمان والإمارات واليمن والصومال والمغرب وحتى الجزائر لها سلاسل جبلية ساحلية، وهذا لا يعني أن موريتانيا بلا مرتفعات جبلية لا، فهي وكل من ليبيا والجزائر بالإضافة إلى السودان لها مرتفعات في عمقها الصحراوي. أما السلاسل الجبلية الانكسارية فهي على جانبي البحر الأحمر، في كل من اليمن- مرة أخرى- والسعودية والأردن وفلسطين، ويصل امتدادها للبنان وسوريا، وعلى الجانب الغربي منه تشمل كلاً من جيبوتي والسودان ومصر. ولأن أصل الطاقة الحرارية الجوفية ارتبط بالمناطق البركانية، التي هي غالباً ما تكون مرتبطة بالجبال الانكسارية، تجد أن أول الدول العربية التي تحولت لإنتاج هذا النوع من الطاقة تلك الواقعة على هذه الجبال، فالأردن ولبنان كانتا في المقدمة، ليس لهذا السبب فقط، لكن أيضاً لأن لهما شتاء قارصاً، تحتاجان فيه إلى تدفئة رخيصة، وتلتهما في الإنتاج كل من السعودية والإمارات واليمن وجيبوتي، أما باقي الدول العربية التي لم تنتحها، فربما لأن هذا النوع من الطاقة ليس من ضمن اهتماماته، إما لانشغال الدولة في الحروب كما في سوريا وليبيا، أو عدم الاستقرار السياسي كما في العراق، أو لعدم توفر المال كما في موريتانيا. وبالرغم من كل هذا السرد، فإن آبار الطاقة الحرارية الجوفية في الوطن العربي مازالت عزيزة الاستخدام، وتحتاج إلى عقود ليصير هذا النوع من الطاقة من أولوياتها. [email protected]