الجمعة - 26 أبريل 2024
الجمعة - 26 أبريل 2024

تنامي الغضب

أعتقد أنه بات ملاحظاً انتشار حالة أو ظاهرة أو إذا صحت الكلمة تنامي سلوك يحتاج إلى تصحيح، وهو الحساسية المفرطة، المسارعة في الغضب والتنافر، وهذا يتنافى مع طبيعة الحياة الاجتماعية وما يتم فيها من اختلافات وحوارات ونقاشات وشد وجذب كما لا يخفى عليكم، ومعها تتطلب المرونة وتحتاج إلى سعة بال وتفكير مفتوح متقبل، وهذا لا يعني التسامح للدرجة التي تتجاوز المبادئ الشخصية أو الحدود الذاتية، إنما أقصد بالمرونة الاستماع ومحاولة تفهم أفكار الآخرين وليس بالضرورة تطبيقها أو تنفيذ أي جزء منها على حياتك الواقعية، لكن الصدام الدائم والرد القاسي والتسفيه والتقليل من وجهات نظر الآخرين، ثم الدخول في حساسيات مفرطة تجعل من قيمة الغضب هي الأولوية وهي السلوك الذي نمارسه في مواجهة مثل هذه الاختلافات التي نقابلها تعتبر خاطئة تماماً بل فيها خطأ حتى بحق أنفسنا، بمعنى أننا لو وضعنا كل من له وجهة نظر مغايرة عنا وغضبنا وابتعدنا عنه فإننا في نهاية المطاف سنبعد ونطرد عن سياجنا المبدعين والمفكرين والأكثر ذكاء، وإذا كان هناك أناس سيكونون مقربين منا فهم الذين يتفقون دائماً معنا الذين لن يقدموا لنا أي نصيحة مفيدة ولن يصححوا لنا أي خطأ، ببساطة أنت ستجذب بالقرب منك السلبيين الذي يصبحون عبئاً ثقيلاً عليك وعلى وقتك دون أي فائدة حقيقية. لنتخلص من المبالغة في الغضب من بعضنا البعض، لنتعلم قيمة التغاضي والتناسي ونسمح بصفحة جديدة دوماً أن تفتح لتستمر المودة وأيضاً يستمر الأخذ والعطاء. [email protected]