الجمعة - 17 مايو 2024
الجمعة - 17 مايو 2024

قريباً من التجارة

بعيداً عن السياسة، قريباً من التجارة والأعمال، هكذا تصنف عدد من العوائل التجارية الخليجية نفسها. وهو تصنيف على الرغم من صعوبته، فلا شيء تقريباً لا يدخل في الشؤون السياسية، ولا أحد يترك الآخر وشأنه من دون أن يسأله ما رأيك في هذا وذاك؟ حتى يجبر البعض على اعتناق رأي معين على الرغم من عدم إيمانهم به برأيي أنه كلما دخلت السياسة من باب خرج المال من الشباك، وعليه فإن على الراغبين في تطوير مؤسساتهم التجارية وشركاتهم ومؤسساتهم أن يصبوا اهتمامهم نحو إصلاح شأنهم الاقتصادي، بحيث لا يجعلون مؤيدي هذا ومعارضي ذاك يؤثرون في سير حياتهم التجارية والمالية. في كتاب للدبلوماسي البريطاني تشارلز بلجريف ذكر أسماء بعض العوائل التجارية الكبرى، ووصفهم بالأذكياء الذين اقتنصوا الفرص، فلم يناهضوا الاستعمار البريطاني في إحدى الدول ولم يرَهم يتصدرون المسيرات ويرفعون الشعارات، بل إنهم كانوا يفدون إلى المستشار حاملين معهم الأفكار التجارية باحثين عن التسهيلات، وها هم اليوم يتصدرون المشهد التجاري في البلاد. تلك الفرص يجب أن تقتنص من قبل القائمين على المؤسسات والشركات، لأن الاستقرار الاقتصادي له أثره الواضح والجلي في استقرار وتنمية المجتمع، ومتى ما حدث ذلك، فإن الشعوب ستكون في رفاهية وسعادة، لن تنشد لقمة العيش ولن يسهل استغلالها من الأطراف الخارجية أو المساومة على توجهاتها وتحييد أفكارها التنموية. [email protected]