السبت - 18 مايو 2024
السبت - 18 مايو 2024

من عمل الإنسان

في اجتماع مع أحد المخرجين لعملي الجديد في مسرحية الأطفال، سألني المخرج عن آخر أعمالي في مجال الكتابة، وقلت له إن الكتاب الجديد سيكون بعنوان «قرية الحرباء» والهدف منه هو أهمية التعاون والابتعاد عن العنصرية والتنمر. ولقد اخترت الحرباء لتكون من الشخصيات الرئيسة في القصة، لكونها موجودة في مختلف أنحاء العالم مع اختلاف ألوانها وأحجامها. وبهذا ستكون المقارنة قريبة بينها وبين الإنسان، وعلى سبيل المثال، في دولة الإمارات يأتي الناس من جميع أنحاء العالم باختلاف أشكالهم وعاداتهم ولهذا كما تكلمت عنه في إحدى مقالاتي السابقة بأنه أمر مهم وقررت أن أكتب كتاباً يحفز الطفل على تقبل الغير واحترام اختلافهم واختلاف آرائهم، حينها دخلنا في نقاش أعمق عن اختياري لشخصية الحرباء وشخصية البوم معاً. وقال لي لمَ تعتمدين شخصيات معروف في العالم العربي أنها مرتبطة بالشؤم كالبوم والتخلس كالحرباء. وما كان علي إلا أن أسأله وهل سيخلق الله لنا ما يجلب النحس والتشاؤم؟ فالعرب قديماً كانوا يتشاءمون من الغراب والبوم وغيرهما من الحيوانات فتذكرت كلام مؤلفي المفضل ‏‏‏الدكتور مصطفى محمود الكاتب والفيلسوف المصري رحمه الله، حين قال إن البوم من الحيوانات المسالمة والمظلومة من قبل الإنسان. فعلى سبيل المثال، يخدم الفلاحين عن طريق تطهير الأرض الزراعية من الفئران، ولكن للأسف فالبوم في طريقه إلى الانقراض بسبب الإنسان واستعماله للمبيدات الحشرية والأسلاك الكهربائية وبنادق الصيادين في أنحاء العالم. والله خلق كل شيء وخلق لكل شيء آفه تقضي عليه، فقد بيّن الله تعالى في هذه المسألة حين قال في كتابه الكريم «لقد خلقنا الإنسان في كبد» فكل شيء يمتحن بضده مثل الحديد والصديد، ولكن في الوقت نفسه خلق كل شيء للتوازن. فصحيح أن البوم يأكل الفئران إلا أن الفئران لديها أعداد تناسل أكثر حتى تستمر الحياه لكل المخلوقات. ومن ناحية أخرى أود أن أكون مصدر إلهام للأطفال، فحين يكبرون ويصادفون أسماء تلك الحيوانات، سيتذكرون قصة جميلة قد قرؤوها في طفولتهم. وفي النهاية يجب أن يكون هناك وعي في الحديث فقد خلقت الحيوانات لتنظيم الطبيعة ولا يحق لنا وصف البعض منها بالتشاؤم فهي من مخلوقات الله تعالى والتشاؤم من عمل الإنسان لا الحيوان. [email protected]