2013-03-20
صراعات أزلية لا ندرك فقهها، ما بين أشياء مبهمة، وأشياء مكتملة الوضوح، وهو حال الرجل والمرأة، كذلك حال الكون ومفاهيمه! إنهم قالوا للمرأة: لا تكوني ضحلة، فقالت: وماذا لو كانت الضحالة أقرب النقاط مباشرة للضوء، والتعمق هو أقرب للظلام، ماذا لو كان الأمان كل الأمان في عدم الفهم، والخوف كله في كشف النقاب عن الجهل!
متى سنفهم حقيقة الأشياء دون أن نخضع لمزاجية التفسير ما بين الشد والجذب؟ فالذكور علامة الحياة، والإناث جمالها، والذكور بداية الخليقة، والإناث روعتها.
ويستمر الجدال بين الذكر والأنثى في الحياة، دون انتهاء أو توقف! ولقد تناظرا ذات يوم وتحاججا، ودار بينهما النقاش والحوار التالي:
قال الذكر للأنثى: ألا تلاحظين أن الكون ذكر؟ فقالت له: بلى، لاحظت أن الكينونة أنثى.
قال لها: ألم تدركي أن النور ذكر؟ فقالت له: بل أدركت أن الشمس أنثى.
قال لها: أو ليس الكرم ذكراً؟ فقالت له: نعم، ولكن الكرامة أنثى.
قال لها: ألا يعجبك أن الشعر ذكر؟ فقالت له: وأعجبني أكثر أن المشاعر أنثى.
قال لها: هل تعلمين أن العلم ذكر؟ فقالت له: إنني أعرف أن المعرفة أنثى.
أخذ الذكر نفساً عميقاً، وهو مغمض عينيه، ثم عاد ونظر إليها بصمت للحظات، وبعد ذلك!
قال لها: سمعت أحدهم يقول إن الخيانة أنثى؟ فقالت له: ورأيت أحدهم يكتب أن الغدر ذكر.
قال لها: ولكنهم يقولون إن الخديعة أنثى؟ فقالت له: بل هن يقلن إن الكذب ذكر.
قال لها: هناك من أكد لي أن الحماقة أنثى؟ فقالت له: وهناك من أثبت لي أن الغباء ذكر. قال لها: أنا أظن أن الجريمة أنثى؟ فقالت له: وأنا أجزم أن الإثم ذكر.
قال لها: أنا تعلمت أن البشاعة أنثى؟ فقالت له: وأنا أدركت أن القبح ذكر.
تنحنح الذكر ثم أخذ كأس الماء، فشربه كله دفعة واحدة، أما هي فخافت عند إمساكه الكأس، ما جعلها تبتسم ما إن رأته يشرب، وعندما رآها تبتسم له قال لها: يبدو أنك محقة، فالطبيعة أنثى؟ فقالت له: وأنت قد أصبت فالجمال ذكر.
قال لها: لا، بل السعادة أنثى؟ فقالت له: ربما ولكن الحب ذكر.
قال لها: وأنا أعترف بأن التضحية أنثى؟ فقالت له: وأنا أقر بأن الصفح ذكر.
قال لها: ولكنني على ثقة في أن الدنيا أنثى؟ فقالت له: وأنا على يقين بأن القلب ذكر.
أجل، إن الإناث سر جمال هذا الكون. فالمرأة رقيقة وهي أنثى، والرجل عظيم وهو رجل.
المرأة أسرة ووطن، والرجل أمان تلك الأسرة، وقوة ذلك الوطن.
المرأة أقوى من الرجل بعذوبة أنوثتها، والرجل أقوى من المرأة بعنفوان رجولته.
إن هناك صراعاً دائماً بين الخير والشر، بين الحب والكره، بين أي نقيضين .. ولكن أغرب صراع، هو ذلك الصراع الغريب الذي لا تستطيع أن تقيسه بأي مقياس، ولا أن تزنه بأي ميزان، لا تستطيع أن تطلق عليه أي اسم: مشاعر .. حب .. التصاق .. تكامل ..
ذلك الصراع الذي يحدث بين الذكر والأنثى، كون المرأة قد فصلت من الرجل، أو هي في الأصل قطعة من الرجل، ولذلك يسعى الرجل دائماً للركض وراء المرأة! يكتب الأشعار، يتغزل، يعمل، يبني المستقبل لتعيشه المرأة. وصدق من قال: لو لم تكن هناك المرأة لصنعها الرجل.
وأخيراً جمالية المرأة حينما تظل امرأة، ووسامة الرجل حينما يبدو رجلاً.
وتبقى السعادة أنثى، ولكن الحب ذكر!