الجمعة - 10 مايو 2024
الجمعة - 10 مايو 2024

من رسائل حواء

ومازلت أكتب إليك رسائلي عبر اللاشعور، إنها رسائل تعني لي الحياة والأمل، الأمل في غد ألتقي فيه بعينيك البريئتين .. الغائبتين في لهوهما. حنيني إليهما هو الذي يحرك في نفسي الصمت ﻷحادثك عبر رسائل ﻻ أدري إن كانت ستصل إليك أم ستظل معلقة عبر الأزمنة .. وما عساي أفعل لو أنك قرأتها في زمن ﻻ أوجد فيه؟ يا ترى ستبكي حسرة على غيابي كما أبكيك، وتشعر بالندم أننا من عالمين مختلفين، أم أنني سأمضي برسائلي عبر ذهنك كحكاية رقيقة تقرؤها وتغلق عليها أحاسيسك؟ أتعلم أن ذاكرتي ما عادت تعمل إلا عندما أكتب إليك وأبوح للورق عن أشياء أعددتها لك؟ إن الحياة التي تجمعني بك هنا على هذه الأوراق حياة صنعتها بكثير من المعاناة، تزينها قطرات من الدمع الندي الآتي من سويداء فؤادي لتترجمه مقلتي في رسالة مختومة بشعار الشوق المنتفض بجوانحي .. خبأت مفتاحها بين سطور رسائلي لتتمكن من فك ختمها، وتنفس رائحة دموعي المختبئة خلف أحرفها، وإن كنت أخشى أحياناً ألا تتقن لغتي وتكون لك لغة خاصة ﻻ تنتمي إلى أحرفي، فتضيع الحروف هباء وﻻ تقرأني. هل كان علي أن أعلمك لغتي قبل أن أكتب إليك؟ ظننت أننا سنلتقي عند لغة واحدة يمكننا التواصل بها ولذلك كانت لغتي إليك هي رسائل حنين وشوق تخبرك عن آمالي بك وأمنيات ﻻ ترقى إلا لك. فبالله عليك ﻻ تخيّب رجائي وتجاوز بحسن ظني فيك أي عقبة يمكنها أن تحول بين فهمك للغتي وقراءتك لرسائلي .. حسن ظني هذا لم يأت هباء وإنما عن إيمان مني بهذا الشيء الذي يربطنا برباط مقدس عقدته لنا كل العهود المدونة في مخطوطات العشق الأبدي، إنه ارتباط كذاك اﻻرتباط الذي يعقد بين أي زوجين ليعلما أنهما منحا الحياة الأبدية.