الجمعة - 10 مايو 2024
الجمعة - 10 مايو 2024

100 حادث مروري يومياً في عجمان

يدرك كل من زار عجمان قبل عشر سنوات ويزورها الآن مدى الفرق الواسع في البنية التحتية والمرافق والخدمات، ومدى التطور العمراني والسكاني الكبير الذي تحقق في هذه الإمارة الصغيرة، فقد أُنجِزت الكثير من المشاريع الاتحادية والمحلية بما أسهم في تطورها الشامل، كما أن المتابع لوزارة الداخلية وقيادات الشرطة وإدارات المرور في الدولة لا يملك لهم سوى الشكر والتقدير والدعاء بالتوفيق، لما يقدمونه من خدمات متميزة وحملات مستمرة للتوعية المرورية والضبط المروري بهدف تقليل الحوادث المرورية وتحقيق السلامة المرورية. ولكني تفاجأت من الإحصائية التي طالعتنا بها إدارة المرور والدوريات في عجمان على لسان مديرها القدير العقيد شعيب كاجور، وإن كان يحسب لهم الوضوح والشفافية، إلا أن الرقم الذي أدهشني جداً (909 حوادث مرورية خلال 9 أيام) وكان هذا خلال إجازة عيد الفطر السعيد التي تشهد حركة مرورية متزايدة لإقبال الناس على الأسواق والمراكز والترفيه والتزاور، ولكنه ليس مبرراً منطقياً لوقوع كل هذه الحوادث في إمارة عجمان ذات المساحة الصغيرة والشوارع القليلة والحركة المرورية السلسة جداً. إن الكثير من سكان الإمارات المزدحمة يغبطوننا نحن سكان عجمان على الراحة المرورية التي نعيشها حيث لا يوجد ازدحام مروري يذكر، وذلك يعود كما ذكرنا إلى برنامج الإمارة الضخم والمتميز وبعيد النظر في تأسيس بنية تحتية حديثة وواسعة تتحسب لأي ازدياد مستقبلي محتمل في حجم السكان والسيارات وحركة المرور، كما يعود أيضاً إلى جهود شرطة ومرور عجمان في تنظيم حركة السير وتوعية مستخدمي الطريق، وهذا ما يدعونا للاستغراب الشديد من هذا الرقم الكبير جداً، وهذا ما يجعلنا أيضاً نرفض أن نتخلى عن الوضع المروري الآمن في إمارتنا، فكل ما نتمناه أن تقوم الجهات المتخصصة بدراسة الوضع المروري في الإمارة والخروج بالأسباب الرئيسة لوقوع هذه الحوادث، وتقديم الحلول المناسبة لها. فكما عودتنا مؤسساتنا الحكومية أن تقدم الوقاية قبل العلاج، فنحن لا نريد أن تتطور المشكلة المرورية وتؤدي إلى زيادة الوفيات والإصابات، بل يجب أن نبادر للعلاج والمشكلة صغيرة، ولا ننتظرها حتى تكبر. وفي رأيي المتواضع بما أن شركة ساعد تتولى الحوادث البسيطة نتمنى أن تتولى أيضاً إجراء الدراسات بناء على قاعدة البيانات والمعلومات المتوفرة لديها، وذلك باستحداث قسم يعنى بدراسة الحوادث المرورية علمياً وتقديم التوصيات بالحلول والمبادرات التي تسهم في تعزيز السلامة المرورية. هناك العديد من الأفكار التي يمكن أن تحدث نقلة نوعية في الوضع المروري على شوارعنا، وتزيد نسبة الأمن والسلامة، شريطة أن تفتح الأبواب لهذه الأفكار بكل جدية واهتمام، لكي تتحول من مجرد أفكار إلى مشاريع عملية على أرض الواقع، تصب في النهاية في المصلحة العامة للمجتمع.