الاحد - 12 مايو 2024
الاحد - 12 مايو 2024

الذوق من حسن الخلق

هل اختفى من حياتنا الذوق في التعامل؟ وأصبحت قلة الذوق ظاهرة منتشرة بين الأجناس البشرية، ولماذا لا تهتم الأسرة بتعليم الأبناء الذوق في التعامل؟ ولماذا الذوق؟ لأنه سلوك غفل عنه كثير من عوام الناس إلا من رحم الله، وكثير كذلك من الملتزمين بالدين، فضاعت ذوقيات التعامل وأصبحنا نرى بيننا سلوكيات يندى لها الجبين، ونجد في حياتنا بعض الشباب لا يوقر الكبير ولا يحترم الصغير، مع وجود مخزون ثقافي مملوء بالمفاهيم والقيم التي تؤكد على أهمية العلاقة الإنسانية، وليس بمفهومها الإداري فحسب، بل بمفهومها ومدلولها الأخلاقي، وهناك قاعدة تبنى عليها قواعد التعامل الأخرى، وهي قاعدة حسن الخلق. ويوضح لنا الرسول صلى الله عليه وآله وسلم ذلك، حينما قال لأبي ذر رضي الله عنه قال «اتق الله حيثما كنت، وأتبع السيئة الحسنة تمحها، وخالق الناس بخلق حسن». وعن أبي الدرداء رضي الله عنه قال: قال الرسول صلى الله عليه وآله وسلم «أثقل ما يوضع في الميزان يوم القيامة تقوى الله وحسن الخلق». وذكر في حديث آخر، إن أول ما يوضع في الميزان، حسن الخلق والسخاء. فلو شاعت الأخلاق في حياتنا، وكانت هي أساس التعامل بين الناس، لنتج عن ذلك أجواء الثقة والتفاهم والألفة وبالتالي التقدم، لأن صاحب الأخلاق والذوق يعمل بدافع ضميره، ورقابة الله سبحانه وتعالى، فهو يبتسم صدقة، ويلقي التحية على الناس، فإنه بذلك يتبع هدي النبي في إفشاء السلام، وإذا قضى حاجة لأخيه بهمه وسرعة، فإنه يقوم بذلك تطبيقاً للتوجيه النبوي الشريف «لأن تقضي حاجة أخيك، خير لك من الاعتكاف بمسجدي هذا شهراً». ويبتعد عن الجدال فهو بذلك يطبق قول الرسول الكريم «أنا زعيم بيت في ربض الجنة لمن ترك المراء وإن كان محقاً». ويشكر من قام بأداء خدمة له، فهو يتبع قول الرسول الكريم «من صنع إليكم معروفاً فكافئوه، فان لم تجدوا ما تكافئونه، فادعوا له، حتى تروا أنكم كافأتموه». كذلك في حديث للرسول الكريم صلى الله عليه وآله وسلم «إنكم لن تسعوا الناس بأموالكم، فسعوهم ببسط الوجه وحسن الخلق». فلنحرص على حسن الخلق، حتى نرتقي بتعاملنا مع الآخرين.