السبت - 11 مايو 2024
السبت - 11 مايو 2024

هيا نتسكع

بعد الساعة اللا محددة ليلاً .. أتسكعُ مع الذكريات والحنين، ونسترجع اللحظات التي مضت، وفي يمين معطفي شيءٌ لا أعلم ما هو! ولكنه على الدوام معي. كتيب ذا غلاف ردئ، وتحذير مضحك، إلا أنه محزن، وأوراق لا تعني لي شيئاً البتة، وصورة لشخصي القديم. ولكني على عهد بتجديد هذه الخسائر باستمرار، على الرغم من أن تجديدها لا ينتج عنه سوى أن أستمر بتجديدها، ولعنة لم ولن تفارقني، تقبع في نطقي وفي صمتي، وفي نفيي. وهنا نخوض في التاريخ الذي لا يعيش في بحره سوى الكلام، وإن كان الكلام لا يسمن ولا يغني من جوع. هنا كُنا حيث كُنا معاً .. نملك حق الوجود الموجود، وهنا حيث كان .. أكون، ويحق لي كأي حبيب حق الانتماء والتفاخر بالمحب، وهنا نطقت وأدليت باعترافي بالحب لأول مرة .. وهنا أدليت قسمي بالوفاء الذي سأنكث عهده قريباً جداً .. وهنا، وهنا، وهنا .. إلخ .. هنا حيث هناك «لا أجدني هنا حيث أنا حاضر .. ولستُ هناك لا أبحث عني في ضياعي». وهنا .. أعود إلي واقعي الدكتاتوري منتشياً .. خلسة أخلع تاريخي المشرف، وأمشي على أطراف حاضري المخزي، فيكشف أمري، ويسألني ناصحاً منزعجاً موبخاً: أين كُنت حتى هذا الوقت المتأخر؟ ألم أقل لك أن لا تُرافق هؤلاء الحمقى؟ فوالله إني أخشى أن تعمى بصيرتك عن الآن .. لتفقد نظرك إلى المستقبل والمقبل أجمل. فأجيب وهُنالك غصة تُزعج حنجرتي ووجهي لا يحمل أية ملامح «غصة تقبح جمالية لغتي العربية»: ليس لدي أصدقاء غيرهم! .. نقطة صمت. ينتحر الحوار .. (ضياع شيءٍ ما جداً كبير .. في وضح النهار)