2013-06-02
اللؤلؤ عالم جمالي كبير ضم بين ثناياه كثير من المعاني والتقاليد والأدبيات، حتى بات ركناً أساسياً لتدوين أدب وتراث أهل الخليج منذ عهود مبكرة.
دانة صفة اللؤلؤة النادرة .. الكبيرة .. غالية الثمن، والدانة هي الفريدة المتميزة بصفات خاصة، ويقال إن اللؤلؤة التي تتصف بهذه الصفات هي لؤلؤة الأعماق السحيقة، والتي يسميها الإماراتيون (دانة غزر)، لذا فقد سمّى الخليجيون بناتهم باسم (دانة) وهو اسم للبنت الحرة الكريمة، وهي صفة أيضاً، فيقال للسيدة الفاضلة دانة لتفضيلها على غيرها من النساء.
وفي موسوعة ويكيبيديا: اللؤلؤ عبارة عن إفراز صلب كروي يتشكل داخل صدفة بعض أنواع الرخويات والمحار وتستخدم كحجر كريم.
تفرز تلك المادة من خلايا الظهارية (في الطية أو في فص أو فصان في الجدار المبطن للمحارة في الرخويات) وهو نسيج ستائري بين الصدفة والجسم، ويفرز في طبقات متتابعة حول جسم مزعج عادة ما تكون طفيليات في حالة اللآلئ الطبيعية يعلق في النسيج الناعم للمحار. اللؤلؤة تبنى من طبقات من الأرجونيت أو الكالسيت (كربونات الكاليسوم المتبلورة) وتمسك الطبقات ببعضها بعضاً بمادة كونكيولين (مادة عضوية قرنية قشرية صلبة) وتركيبها مشابه لتركيب عرق اللؤلؤ الذي يشكل الطبقة الداخلية لصدفة المحار.
واللؤلؤ ذكره الله تعالى في القرآن الكريم في أكثر من موضع بقوله عز من قائل: (كأمثال اللؤلؤ المكنون)، وقوله تعالى (يخرج منهما اللؤلؤ والمرجان).
في الإمارات يسمى اللؤلؤ (لولو) أو (قماش) أما أغلاه فهي (اليكه) وأرخصه (الخشرة)، أما أسماؤه الأخرى فهي كثيرة، حسب شكله ونوعه مثل (جيون، شريفة، قولوه، بدله، سحتيت).
الدانة موضوعنا اليوم هي صفة أكثر منها نوع، والأصل اللؤلؤ، أما الدانة فهي اللؤلؤة الكبيرة، ذات المميزات الخاصة، مثل الشكل أو اللون كأن تكون لؤلؤة كاملة الاستدارة أو ذات شكل كمثري أو غير ذلك من الأشكال، وأن يكون لها بريق خاص يأخذ الأبصار فتكون بذالك (دانة) على ألا يكون لها مثيل في مجموعة تاجر اللؤلؤ ذاك وهو الطواش أو مجموعة تجار اللؤلؤ الآخرين في المنطقة (الطواويش)، أو أن تكون ذات ندرة في السوق الذي تباع فيه، وأشهر تلك الأسواق كانت دبي والبحرين ومومبي في الهند (التي كانت تسمى بومبي سابقاً).
أما الأصل في كلمة دانة هي كلمة هندية تعني وحدة واحدة أو حبة، فيقال (إيك) وتعني واحد و(دانا) تعني حبة (إيك دانا) حبة واحدة، ويمكن ترجمة هذا المعنى بالعربية بمصطلح (الدرة اليتيمة) التي ليس لها مثيل أو شبيه سواء في مجموعة التجار الحاضرين، أو في ذلك الموسم الذي بيعت فيه.
كان اسم دانة حاضراً على الدوام في ثنايا الدب الشعبي الإماراتي خصوصاً والخليجي عموماً، فقد وردت في الحكايات الشعبية والشعر الشعبي، ونورد هنا بعض الأمثلة مما ورد شعراً.
1) دانه ودانه كلهن من جوره سبحان خالجهن لذي سوّاهن
شرّايهن ما ضيعن له شوره نال الرباحه ما خسر في أشراهن
2) ضاعت آنه والعوض دانه شوف حظي كيف يتّابع
يوم كلّ الناس عطشانه الفلي عندي أنا جابع
وفي صورة موازية، دارت بين ثلاثة أصدقاء مساجلة شعرية، كان المحور فيها (الدانة) التي كانت كناية عن غاية مشتركة تقاسمها الثلاثة في إحدى الليالي الجميلة
فأوردوا الدانة كرمز لتلك الغاية، نورد هنا ما ذكر في قصائدهم عن الدانة:
3) عبدالله بن ذيبان:
غاص في غي الهوى وقوعه قال حظي يابلي دانه
4) ربيع الزعابي:
غصت في بحر الهوى وقوعه من النحاسه ضاعت الدانه
5) عبدالعزيز المسلّم:
دانة السمار مبيوعه توفي ربيّع وخلانه
للتواصل مع الكاتب
a.musallam@alroeya.com