الخميس - 16 مايو 2024
الخميس - 16 مايو 2024

باع الإنتر والسبب صديقي!

لدي صديق نحس، فهو عندما يشجع أي فريق، إما أن يخسر أو يهبط للدرجة الثانية، أو تحل عليه أزمة اقتصادية تجعل الفريق يعيش في ضائقة مادية، بأن يباع أو يبقى مجرد نادٍ يلعب من أجل خاطر محبيه. لا أخفي عليكم أنه صارحني بترك تشجيع نادي إنتر ميلان في الموسم الماضي، فهو لم يعد ذلك الفريق الذي يمتلك لاعبين من أمثال رونالدو وزامورانو أو حتى مدربين من أمثال زاكيروني ومورينيو. بدأ الموسم وإنتر متزاري أعاد بعض المحبين لمتابعة الفريق، رغم أنه ليس مهيئاً لنيل البطولات، لكنه على الأقل يلعب كرة أجمل من إنتر سترامتشوني وبيتينيز. حتى عاد صديقي النحس إلى تشجيع الفريق مرة أخرى في بداية الموسم الحالي، ليضع شعار الفريق في هاتفه ويكتب عبارة «فورزا إنتر» أي يعيش الإنتر، لكن هذه المرة يبدو أن النحس كان قوياً، فباع موراتي النادي لشلة مليارديريه أندونيسيين ليرتاح ويريح متابعي النادي من بخله وسياسته التي لم تجد نفعاً، ولا تجلب حتى بطولة رمضانية في المستقبل. علاوة على نحاسة صديقي، فإني أرى أن موراتي غسل يده من هذا الفريق، عندما فاز مع مورينيو بالثلاثية – الدوري والكأس ودوري الأبطال – حيث إنه كان يحلم بأن يحقق ما حققه والده وهو دوري الأبطال، لذلك جلب مورينيو من مخلب إبراهيموفيتش الذي لم يكن ودوداً مع مورينيو في آخر موسم له في إنجلترا، وبالفعل حقق مورينيو حلم موراتي الذي يجعله يفتخر به أمام أحفادة. كان يشتهر موراتي بالديكتاتورية الإدارية، رغم هذه الصفة غير محبب بها في أوروبا بشكل عام، بحيث كان يتدخل في التشكيل ومراكز اللاعبين وشؤون المدربين، وهو كان في صحف إيطاليا يدعى بعدو الإيطاليين، حيث إنه فاز بدوري الأبطال مع مورينيو والتشكيلة كانت شبه خالية من أي لاعب إيطالي، كما كان يفعل ميلان في الثمانينات، أو بمعنى آخر لا يحب التوطين! انتهى عصر العجوز ماسيمو موراتي الذي كان يضع نظارته على طرف أنفه طوال 18 عاماً وهو رئيساً لإنتر ميلان، بعدما وافق على بيع 70 في المئة من أسهم النادي إلى مجموعة من رجال الأعمال الإندونيسيين يتزعمهم إيريك ثوهير. شخصياً أتمنى أن يعطي الرئيس الجديد هوثير رونقاً آخر للإنتر، ويجلب لاعبين كما كان يفعل موراتي في بداياته لتعود المنافسة الخماسية في الدوري الإيطالي من جديد، فلا طعم للدوري بدون أن يكون الإنتر في معمعة القمة، وأتمنى أن يعطي هذا الرئيس مبلغاً كبيراً لصديقي النحس ليتحول من تشجيع الإنتر لفريق آخر، فأنا أعتقد أن استمرار تشجيعه للإنتر قد يجعله مثل الفرق الأخرى التي يشجعها، من بينها ليفربول الذي حُرم من اللقب لسنوات طويلة وفقد مجده المحلي والأوروبي، أو ربما مثل نادي الشارقة الذي هبط للدرجة الثانية محلياً.