بكى كونتي .. ويوفنتوس إندومي!

تلقيت رسالة من أحد الزملاء يقول فيها «خسر يوفنتوس من فيورنتينا بالأربعة، بعد أن كان متقدماً بهدفين في أقل من عشر دقائق»، أي (جاءت الخسارة أسرع من إعداد وجبة «إندومي»). طبعاً هذا ليس كلامي يا جمهور اليوفي، هذا صديقي، ومن أراد أن يصدمه بسيارته أو يرتكب جريمة في حقه فأنا لدي رقم هاتفه، فمن يعرف جماهير «اليوفي» يعرف بأنهم أكثر الجماهير عصبية في العالم - من وجهة نظري - وأن البعض منهم يجبرك على أن تقول «هذا شو فيه؟ هي ليست سوى كرة قدم». لكن يجب أن تفتخر جماهير هذا الفريق بأن إيطاليا كلها تحتفل بخسارة فريقها وحتى خارجها، لذلك عندما سجل روسي الهدف الأخير، أحد إداريي فريق فيورنتينا كان يرقص فرحاً وهو واقف على كرسيه في منصة كبار الشخصيات، وكأنه أحرز بطولة الدوري أو ربما دوري أبطال أوروبا. كونتي ذرف الدموع حتى أراد أن يغرق الملعب، وحتى أكون صريحاً معكم للمرة الأولى في حياتي أشاهد مدرباً يبكي لأنه خسر ثلاث نقاط لاغير، فعندما خسر دومونيك مدرب منتخب فرنسا كأس العالم أمام إيطاليا ذهب بوجه حزين ليصفق للجماهير، لكن كونتي لم يخسر ما خسره دومونيك، لكنه كان يبكي كالأطفال أمام عدسات المصورين، لذلك أثار دهشتي وضحك الشامتون. في مقال سابق قلت فيه «حان الآن اختبار جودة الفرق وجاهزيتها، فعندما ينتهي أسبوع الفيفا وتلعب في الدوري مع فريق معقد مثل (الفيولا) وفي دوري الأبطال مع فريق مثل ريال مدريد مباراتين في أسبوع، فذلك يعتبر عصب الموسم، وإذا خرج كونتي دون أن يذرف الكثير من الدموع أو النقاط فسيكمل باقي الموسم مبتسماً وأي شيء غير ذلك سيجعل الموسم صعباً للغاية، بحيث إنه سيدخل مباراتي ريال مدريد وفي جيبه نقطتين، بينما يلعب غالاتا سراي الفريق المنافس على البطاقة الثانية مباراتين شبه سهلة أمام كوبنهاغن وبإمكانه أن يصل إلى النقطة السابعة دون عناء. فنياً أرى أن كونتي يجب عليه أن يبتكر خططاً جديدة للإطاحة بالخصوم، فيبدو أن خطته التي تعتمد على ثلاثة مدافعين وخمسة في وسط الملعب ومهاجم صريح خلفه، مهاجم بمميزات صانع لعب لم تعد تجدي نفعاً، خصوصاً أمام الفرق التي تمتلك مدربين محنكين، فالجميع يعلم بأن يوفنتوس يعتمد على الأطراف في أغلب الأحيان، سواء على أسمواه أو حتى ليشتاينر أو كرات بيرلو الساقطة خلف المدافعين، فهذا ما قد يجعل غياب بيرلو مؤثراً ولا يجد الفريق فيها حلولاً مناسبة لهزيمة فريق بإمكانات فيورنتينا، فما بالكم بفريق بطموح وقوة ريال مدريد؟ [email protected]