«خف علينا» يا فينجر!

الكويتي جمال مبارك صرح في أحد البرامج التلفزيونية قائلاً: «زيدان مو لاعب» بعدها قامت الدنيا ولم تقعد عليه، والجميع ظل يسخر من تصريحه غير المنطقي، بحيث زيدان يصنف من أفضل ثلاثة لاعبين في تاريخ كرة القدم، فكيف لجمال أن يقول مثل هذا الكلام، أعتقد بأنه ندم على ذلك ولم أره منذ تلك اللحظة في أي برنامج رياضي. الغريب والمضحك أن فينغر فجر تصريحاً جديداً يقول فيه: إن أوزيل أفضل من زيدان من حيث سرعه اتخاذ القرار والاحتفاظ بالكرة»! بالله عليكم أليس العجوز الفرنسي قد جرنا من أقدامنا والسبب هذا التصريح؟ أو بالعامية «سحب علينا» كل ذلك لأنه كسر سياسته وتعاقد مع لاعب يصل سعره لخمسين مليوناً. التصريح جاء في ظل تألق مسعود اللافت ما جعل فينغر ينسى نفسه قليلاً ويصرح بتصريح مضحك للأغلبية ومقارنة ظالمة في حق مواطنه زين الدين زيدان، الذي حقق كل الألقاب التي يحلم بها أي لاعب وأفضل لاعب في العالم لثلاث مرات وسجل ثلاثة أهداف في نهائي كأس العالم، ناهيك عن المستويات الخرافية التي قدمها خلال مشواره الكروي الذي امتد لما يقارب ١١ عاماً. قد يقول قائل إنه أراد تحفيز أوزيل أكثر وإخافة الخصوم بتواجد اللاعب في فريقة، فكما كان زيدان رمزاً في ريال مدريد وفرنسا، فهو أراد بتصريحه هذا إرهاب الخصوم بأوزيل وجعل أوزيل أيقونة الفريق على غرار ميسي ورونالدو لكن هذه المقارات أحياناً تكون عكسية وتضع اللاعب تحت ضغوط هو في غنى عنها. لذلك كلامي لا يعني أن أوزيل ليس لاعباً مميزاً، لكن من الظلم في حقه أن يتم مقارنته بالأسطورة زيدان، فاللاعب بنفسه عندما وقع للريال ذكر: كنت أشجع زيدان عندما كنت صغيراً، ولم أتخيل أن أشاهد نفسي في الفريق نفسه الذي يلعب فيه، هو قدوتي ولاعبي المفضل». عموماً كان يجب على فينغر أن يقارنه بلاعبين آخرين مروا على أرسنال من أمثال بيريز الفرنسي، أو ربما روي كوستا البرتغالي أو أنيستا الإسباني، إن صحت المقارنة. الإيطالي مالشيلو ليبي علق على التصريح قائلاً: «زيدان ومارادونا هما أفضل لاعبين لمسا الكرة في آخر أربعين عاماً»، كنوع من إعادة الأمور إلى عقلانيتها، لأنني أتوقع أن أوزيل نفسه عندما سمع بتصريح فينغر قال في نفسه «خف علينا» أي قل غير هذا أيها العجوز. التقارير تقول إن بنزيما أو ربما سواريز ذاهبان إلى أرسنال في الشتاء، وهذا ما قد يكلف خزينة أرسنال مبلغاً يقارب ما دفعته للتوقيع مع أوزيل أو ربما أكثر، فلا تستغربوا لو خرج فينغر بتصريح آخر يفضل فيه بنزيما على الأسطورة رونالدو البرازيلي، فالمثل الشعبي يقول «محد يمدح السوق غير الذي ربح فيه».