الخميس - 16 مايو 2024
الخميس - 16 مايو 2024

رونالدو وزانيتي .. وفكرة زميلي محمد

قرأت خبراً في صحيفة «الرؤية» للزميل محمد عبداللـه، يقول فيه «إن الروح القتالية تحسم نتائج كثيرة في كأس المحترفين»، وبما أن عمودي خصصته للمقالات الأوروبية، فهذا رد وتأييد لمقال زميلي: عندما صرّح بلاتر ساخراً من رونالدو انفجر الأخير غضباً وإبداعاً، غضباً على بلاتر والخصوم وإبداعاً في فرض عقلية الإصرار والقتالية لإثبات الشخصية والتحدي المشروع، حيث إنه أراد الرد على بلاتر بطريقة أكثر احترافية من «إمبراطور الشمس»، كما أسماه أحد الكتّاب الإنجليز، لكن رده كان قاسياً على الخصوم، حيث إنه بعد تصريح بلاتر لعب أربع مباريات وسجل فيها تسعة أهداف، ناهيك عن الأهداف التي تسبب فيها، تخيلوا قبل تصريح بلاتر كان في المركز الثاني لترتيب الهدافين، لكنه الآن هداف دوري أبطال أوروبا والدوري الإسباني، وأكثر لاعب في أوروبا تسجيلاً للأهداف هذا العام. لذلك أحياناً الإصرار يوّلد روح التنافس ويأتي بالفوز والانتصار متغلباً على المهارة في أحيان كثيرة. بعد مباراة ريال مدريد وريال سوسيداد الأخيرة بدأت مباراة إنتر ميلان وليفورنو، تفاجأت في آخر ربع الساعة والكرة في وسط الملعب، بدأت الجماهير تصرخ وتصفّق بشكل غريب، وكأن فريقهم سجل هدفاًً، اكتشفت من المخرج الذي وضع الكاميرا على زانيتي الذي أجرى عمليات الإحماء حينها تمهيداً لدخوله الملعب بعد غياب دام سبعة شهور. دخل الملعب والجميع يصفقون، استعدت ذاكرتي وتذكرت أن الذي دخل الملعب يبلغ من العمر أربعين عاماً، ومقبل من إصابة خطرة، ولو كان هذا الشخص في إحدى البلدان العربية لأقاموا مباراة اعتزاله وأعطوه دروعاً تذكارية وجعلوا ابنه يلبس قميصه ومع السلامة. لكن مع زانيتي الوضع مختلف، تخيلوا أنه دخل الملعب وضرب على صدره بقوه وصرخ في وجوه زملائه، وبعدها بخمس دقائق سجل فريقه هدفاً ثانياً كان هو من قاد فيه الهجمة. ما أصبوا إليه هو أن الحماسة والطموح في كرة القدم أصبحا جزأين ضروريين، كاللياقة والمهارة والمدرب والجماهير، فبماذا يتفوق مورينيو عن مدربي العالم؟ أليس بإثارته لاعبيه نفسياً وتحفيزهم ليقتلوا أنفسهم في الملعب ويفوزوا على فرق أفضل منهم مهارياً وفنياً. صدق صديقي الصحافي أمس الأول، وأشكره جزيل الشكر على أنه أدخل هذه الفكرة إلى مخيلتي، والتي أضفت إليها بعض الأمثلة والشواهد الحيّة لا أكثر.