الثلاثاء - 14 مايو 2024
الثلاثاء - 14 مايو 2024

منتدى ريادة الأعمال العالمي

تعيش الإمارات حالياً حالة غير مسبوقة من الازدهار والنمو والتنمية والتمكين. الشباب هم الركيزة الأساسية لأي تنمية، فالتنمية بالإنسان ولأجله طريق حكومة دولة الإمارات العربية المتحدة. الإمارات بلد فيه اقتصاد قوي حقق العديد من الإنجازات الإقليمية والمحلية، وآخرها ما أعلن بالأمس عن تحقيق الإمارات المرتبة السادسة عالمياً في المرونة الاقتصادية والقدرة على مواجهة التحديات. يقول الخبراء إن أكثر من 80 في المئة من اقتصاد الدول قائم على المشاريع الصغيرة والمتوسطة، لذلك فإن الدول تدعم تلك المشاريع على اعتبار أنها تشكل القوة الاقتصادية لها. دولة الإمارات لم تكن بعيدة عن هذا الاتجاه، فلقد أنشأت العديد من المؤسسات الداعمة لهذا الاتجاه بغرض تشجيع الإبداع والابتكار، وإثراء وتوسيع وتنشيط قطاع المشروعات الصغيرة والمتوسطة، والتقليل من نسبة البطالة من خلال تقديم خيارات بديلة، وتوفير الفرصة لتحويل الأفكار الجيدة إلى مشاريع ناجحة. لقد كانت مؤسسة محمد بن راشد لتنمية المشاريع الصغيرة والمتوسطة أول الغيث، وكانت الطريق الهادي لكثير من رواد الأعمال الشباب، والمحفز الأول لهم. جاء صندوق خليفة بعده بقوة جبارة في التمويل والإرشاد والتدريب والمتابعة لرواد الأعمال الشباب، ثم تلته المؤسسات الأخرى مثل برنامج رواد بالشارقة، وبرنامج سعود بن صقر القاسمي لدعم مشاريع الشباب، ثم برنامج سعود بن راشد المعلا. اليوم، تتواصل فعاليات وبرامج الدعم، وبالتأكيد هناك المزيد في مقبل الأيام ينتظر الشباب والفتيات للتقدم بطلبات العضوية لكسر القيد الوهمي الذي فرضه الشباب على أنفسهم. لقد نفذت على مدار السنوات الماضية العديد من برامج التأهيل للمشاريع الصغيرة والمتوسطة كمدرب ومستشار، وقد رأيت شباباً فيهم همة ورغبة صادقة، نجح الكثير منهم وبعضهم يعاود خطى التصحيح وسيصل بإذن الله. الشهر الماضي حضرت في أبوظبي مؤتمر الفرانشايز الذي نظمته المؤسسة الدولية للفرانشايز بالتعاون مع غرفة تجارة وصناعة أبوظبي. لقد كان المؤتمر بمثابة حقنة مركزة لتحويل التفكير نحو التعاون الدولي والحصول على فرانشايز ناجح مع بعض المؤسسات التي وجدت في المعرض المصاحب للمؤتمر، أو البحث عن شركات أخرى لم تحضر، أو حتى دفع الشباب للتفكير جدياً بتطوير وتحويل شركاتهم وبيع فرانشايز محلياً وخارجياً. أما الأسبوع قبل الماضي، فقد زرت مركز دبي العالمي لحضور فعاليات منتدى ريادة الأعمال الدولي بنسخته المحلية، والذي عقد في دبي لأول مرة في المنطقة وعلى مدار يومين، بالتعاون مع المؤسسة الرائدة مؤسسة محمد بن راشد لدعم المشاريع الصغيرة والمتوسطة. كان مشهد المنتدى جميلاً ومحفزاً. شباب واعد باسم، يدور في أروقة المنتدى، منهم مستمع ومنهم محاور ومنهم متحدث على كتفه يحمل الكمبيوتر الشخصي، وفي اليد اليمنى يقدم لك «البزنس كارد»، يسألك ويحاورك ويودعك ويلتقي بآخر. يزور الورش المختلفة يحاول أن يتلقف كل شيء فهو جاء بهدف البحث عن ضالته. قدم الملتقى العديد من الأفكار للتحديات الاقتصادية والاجتماعية التي تواجه ريادة الأعمال في المنطقة، وشارك فيه تحت عنوان «قيادة التغيير نحو نمو مستدام» ما يزيد على 450 من رواد الأعمال والخبراء والمستثمرين من المنطقة، في حلقات نقاشية وورش عمل. إن استضافة إكسبو 2020 ستعزز من سمعة الإمارات ودبي كمدينة ريادية في الأعمال، وإن دبي تقدم نفسها كمدينة جاهزة لاستقبال المشروعات الريادية المبتكرة، فأين أنت من هذا؟ بالتأكيد ستكون هناك ثورة أعمال مقبلة إن لم تكن قد بدأت فعلاً مع إعلان فوز دبي. الرياديون أمثالك أخي القارئ لا يكتفون بمشاهدة ومراقبة الحدث، لكنهم يسهمون في صناعته. إنهم جاهزون لاقتناص الفرص لأنهم يتمتعون بروح المبادرة، وإني لأرى في الأفق فرصاً متنوعة جراء تنظيم دبي لإكسبو 2020. ماذا ننتظر والإمارات تضم حالياً ما لا يقل عن 40 مؤسسة وصندوقاً لتمويل المشروعات الريادية للمواطنين يقودهم صندوق خليفة، ومؤسسة محمد بن راشد لتنمية المشاريع الصغيرة والمتوسطة. لقد شدني أحد المتحدثين خلال المنتدى بأن رواد الأعمال في الإمارات بحاجة إلى امتلاك الجرأة وخوض المخاطرة في الدخول إلى عالم الأعمال، مشيراً إلى أن خريجي الجامعات من الشباب المواطنين بحاجة إلى ترسيخ مفاهيم التوجه إلى العمل الحر بعيداً عن الوظائف التقليدية، وأن هناك 15 في المئة نمواً في تمويل المشروعات الجديدة خلال 2013. أدعو الشباب للتفكير جدياً في المغامرة وليس المقامرة. أدعوهم للمخاطرة المدروسة فالفرص كثيرة والتحديات أيضاً كثيرة والدعم من الحكومة حفظها الله متوفر، فماذا تنتظر؟