الثلاثاء - 14 مايو 2024
الثلاثاء - 14 مايو 2024

شكراً «الرؤية»

«الرؤية» قد وسعت شبكة العلاقات وجمعتنا بكتاب شباب في مكتبها الجميل، في دبي الجميلة في ذلك الشتاء البارد يوم الخميس 28 مارس الماضي على طاولة مستديرة زينتها أكواب الشاي والمكسرات والجاتوه وابتسامات من حضر من الشباب الكتاب، تماماً كما زينتها أرواح حميمية ممن استقبلنا من أهل «الرؤية». وكان الوعد، ولازلنا بانتظاره، ولا ندري لماذا تأخر. كان وعد الرؤية بلقاء ثانٍ على طاولات أكثر استدارة يزينها عشاء فاخر. إن ما تقدم هو ختام مقال لي منشور في صحيفة الرؤية بعنوان «الرؤية». شكراً خليفة، وشكراً محمد، شكراً الإمارات وشيوخها وأهلها، وشكراً الرؤية. في دبي الجميلة، وبليلة من أجمل أيام الشتاء، التقينا بكتاب وأسرة «الرؤية» مجدداً وأخيراً، وبعد عام من اللقاء الأول الذي لازالت كل تفاصيله باقية في ذاكرتي، حيث تخزنت كأحد أجمل تفاصيل ذكريات الحياة. جاء عشاء الرؤية الخميس الماضي، بعد عام من مطالبات اجتهدت بها على السيد رئيس التحرير، فلبّى.. وبروحه الطيبة جمعنا الخميس الماضي مع نائب رئيس مجلس الإدارة السيد ناصر الزعابي وبأسرة «الرؤية» كاملة ممثلة في مجلس الإدارة والمحررين والمصورين والكتاب، فكانت ليلة جميلة بكل تفاصيلها. للعشاء قصة، فقد جاء بعد أن طالبت ومن داخل الاجتماع الأول بحلم وبرؤية لعلها تتحقق، وهي عشاء فاخر، فكان الوعد يومها من السيد رئيس التحرير، فتلاه مقال لي على صفحات «الرؤية» بعنوان ملتقى كتاب الرؤية، والذي قد ذكرت فيه بوعد العشاء، فأتبعته بختام أحد مقالاتي بعنوان «الرؤية» في الشهر الماضي بالتذكير بالوعد الذي لم يتحقق، وبعدها أرسلت رسالة إلكترونية عبر الإيميل لسعادة رئيس التحرير، أذكره بوعده، ففاجأني مكتبه بالاتصال والدعوة لهذا اليوم فكان العشاء. لقد كان العشاء بقيمته الاجتماعية والروحية، فكم كان الملتقى رائعاً وليته يتجدد كل فصل مرة أو أكثر، فالمتعة كانت في اللقاء خارج ساعات العمل مع أناس تشعر معهم بمحبة حقيقية وبالتقدير وبالانتماء لأسرة أسمها «الرؤية». وفي صبيحة الخميس، ذهبت بفرحة غامرة إلى صالون الحلاقة الذي اعتدت عليه فجلست على كرسيه المعهود، وأنا أدندن ببعض كلمات الغزل العفيف بصوت منخفض، حتى لا يسمع من حولي صوتي النشاز فيوصون بي لأشارك في برنامج أرب جوت تالنت. جلست أمامه وأخرجت له صورتي الشخصية التي ترافق عادة مقالي صباح كل أحد، في أعلى يمين الصفحة رقم 13، فقلت له هل يمكن أن تخرجني بنيو لوك. ظن بأني على نية عقد جديد للتعدد خصوصاً أن اليوم الخميس، فسكت وهنأني واجتهد أكثر من اللازم في محاولة إصلاح ما أفسد الدهر، فكنت أمام الحضور بالشكل الجديد، وكأني أدخل حفلة تنكرية، حيث لم يعرفني الزملاء والحضور إلا بعد أن سلمت عليهم، فكما يبدو أنه على عكس ما قالت العرب، فقد يصلح العطار ما أفسد الدهر أحياناً، فشكراً أيها الحلاق. لقد فاجأني اقتراح إدارة الرؤية علي بإلقاء كلمة بالنيابة عن زملائي. فضاعت الكلمات، وازدادت ضربات القلب، ورافقها زيادة ضغط الدم، وعلى الرغم من أني قد اعتدت كل حياتي على مفاجآت المراسم، وتقديم الاحتفالات في أكبر وأعرق المناسبات كوني مدير علاقات عامة سابقاً، لكن لا أدري لماذا في لقاء الرؤية كانت حالتي يرثى لها ساعتها، ولا أدرى لماذا تمنيت أن بقيت ملتصقاً بالكرسي ولم أقم من مكاني. التقينا على محبة الرؤية، تجيش بين جوانحنا كل مشاعر المحبة والحميمية التي سادت اللقاء، وكما قالوا فإنه دائماً يكون للموعد الأول والثاني شأن خاص. نعم فيوم الرؤية هو يوم طال انتظاره، فكم كان في نفوسنا من شوق كبير للقاء أسرة الرؤية. لقد كان العشاء هو يوم الشكر، فكان لكلمة نائب رئيس مجلس الإدارة وكذلك كلمة رئيس التحرير أثر كبير في نفوسنا، فشكرتنا «الرؤية»، وشكرناها، وكرمت أبناءها المتميزين ممن حصلوا على جوائز التميز حسب معايير دقيقة أقرتها إدارة «الرؤية»، فكان التنافس، وكان التميز، فتحققت النتائج فكان التكريم. ختاماً، كم حدثتني نفسي بالتوقف عن الكتابة لانشغالي الشديد والدائم بالتدريب والمحاضرات، ولكن جاء يوم الرؤية، يوم العشاء، يوم اللقاء، بمثابة حقنة تحفزنا جميعاً على العمل ومواصلة السير في طريق الكتابة. نعم فـ «الرؤية» هي من أوجدت تلك الأقلام الوطنية الشبابية، ولها أسمى آيات الشكر والتقدير والمحبة والوفاء، فشكراً «الرؤية»، وإنا على وعد آخر بلقاء في ربوع البر الجميل، وإنا للوعد الجديد لمنتظرون. [email protected]