الثلاثاء - 14 مايو 2024
الثلاثاء - 14 مايو 2024

الطموح

الطموح هو أن تنظر لغدٍ وأن تأمل بأن تبني اليوم لغدٍ، فالطموح هو الشموخ في تواضع، وهو الطيران في أفلاك الكون بكل حرية. لقد قالوا الكثير والكثير في الطموح، فالطموح هو بذرة تنمو بماء الاجتهاد وسمـاد التضحية والإخلاص لتصير شجرة عظيمة الأغصان عميقة الجذور تعمر مئات الأعوام. الطموح شـيء إذا لم تملكه فالموت أفضل بك من الحياة. والطموح شجرة، جذورها بعضٌ من حلم، وفروعها سيل وتفرعات من النجاح. والطموح هو أن تنظر لغدٍ، وأن تأمل بأن تبني اليوم. الطموح هو الشموخ في تواضع وهو الطيران في أفلاك الكون بكل حرية. نعم فالطموح شيء جميل لا غنى عنه، فلا حياة بلا طموح، فمن لا يحب صعود الجبال فليعش أبد الدهر بين الحفر. إن ما دعاني لاختيار موضوع الطموح هو مشاركتي الأربعاء الماضي في حلقة إذاعية مباشرة في البرنامج الأسبوعي «طموح»، والذي يذاع على الهواء في إذاعة الشارقة. لقد ورطني، عفواً أقصد دعاني المذيع والإعلامي الإماراتي المتألق حسن البلغوني الذي ما إن تجلس بجانبه إلا ويشعرك بالألفة والراحة النفسية بالرغم من وجود «البعبع» أمامك أقصد المايكرفون الذي يخافه أغلب الناس، فكيف عندما تكون على الهواء مباشرة. حسن البلغوني مذيع طموح تأسرك ابتسامته، وتشدك نبرة صوته، وقدرته العجيبة على استخدام تقنيات الصوت، ومهارته في الإلقاء. سأحاول في هذا المقال استدراك ما فاتني ذكره على الهواء، فالموضوع كما قالت العرب ذو شجون. الطموح هو أساس النجاح في الحياة كلها، وقد قيل إن الإنسان لا يصل إلى حديقة النجاح من دون أن يمر بمحطات من الفشل واليأس، وإنّ صاحب الإرادة القوية لا يطيل الوقوف عند هذه المحطات، فالناجحون أمثالك يظنون بل يعتقدون يقيناً أنه ليس هناك فشل، بل خبرات وتجارب نستفيد بها للمستقبل. الطموح هو حالة نفسية شعورية تعني استعداداً داخلياً، ورغبة متقدة في النجاح تشتعل بين جوانحك. الطموح كذلك يعني تحديد أهدافك ثم تطوير مهاراتك وإعادة توجيه مسارات حياتك نحو البوصلة الصحيحة، فليس هناك في قاموس الناجحين إلا النجاح. كما ذكرت في أول المقال: الطموح شجرة .. جذورها بعضٌ من حلم وفروعها سيل وتفرعات من النجاح، فقد ذكر الخبراء أن صنعة النجاح تبدأ من حالة الطموح، وهي عمليات شعورية نفسية داخلية مبدؤها الحلم، فالمزيد من الحلم، ثم المزيد من الحلم والتخيل ليصبح الأمر اعتقاداً يدفعك لتحقيق النجاح حتى يستجيب الجسد بسلوك إيجابي، فتتحرك الجوارح نحو تحقيق الحلم، ويتحول الحلم إلى حقيقة وواقع تعيشه، فتطمح إلى شيء آخر، فتنتقل إلى شجرة نجاح أخرى، لتقطف منها ثمرة أكبر وأجمل، وهكذا تستمر الحياة، وتبنى إنجازات جديدة، فالمزيد من النجاح والإنجازات. فكما قال الشاعر: إذا ما طمحت إلى غاية، لبست المنى ونسيت الحذر، ومن لا يحب صعود الجبال، يعش أبد الدهر بين الحفر. نعم فإذا كانت النفوس كباراً، تعبــت في مرادهــا الأجســام، فالنفوس كبار بهمتها وطموحها، فكلما كان الطموح كبيراً، كان الجهد أكبر والنتائج أعظم. نعم فكل من يريد النتائج العظيمة، وكل من يريد المجد، فلابد من العمل، فلا تحسبنّ المجد تمراً أنت آكله، لن تبلغ المجد حتى تلعق الصبرا. نعم، فلا تظن أن الطموح مجرد تسلية وأحلام يقظة يتغنى بهـا الناس، فالطريـق الصحيح بالتأكيد يحتـاج إلى خارطة والخارطة لن تأتيك إلا بحالة من الطموح. إن كل من يراجع تصريحات وأقوال المؤسس الشيخ زايد رحمه الله، فإنه سيجد فيها الطموح الكامل والحلم. فكم حلم كثيراً رحمه الله بهذا الوطن الكبير والجميل، فكان له ما أراد. فالناجحون هكذا دائماً يطمحون أولاً، ثم بعد ذلك ينجحون؛ فكن من الناجحين الطامحين، ففي كل شبر من الإمارات لنا فيه نجاح، فهيا لتشارك في صناعة النجاح. إن الطموح كفيل بأن يحول الأشياء العادية إلى أشياء ذات قيمة والعكس بالعكس. فلا تيأس، وكن طموحاً، فالإمارات العربية المتحدة هي وطن النجاح، فكن فيها من صناع النجاح. وختاماً فإني لأدعوك إلى قراءة كتاب «رؤيتي» لكاتبه الطموح صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي. الكتاب كله طموح وتحدّ. ولقد عزز سموه المكتبة العربية بكتاب أكثر جمالاً وهو عبارة عن خلاصات في الفكر الإداري المعاصر. [email protected]