الثلاثاء - 14 مايو 2024
الثلاثاء - 14 مايو 2024

الخدمة الوطنية

«إن الخدمة الوطنية ترسخ قيم الولاء والانتماء لدى شريحة الشباب كما تزرع روح النظام والانضباط والتضحية فيهم بما يمكنهم من خدمة الوطن على أفضل وجه، وأقول لأبنائي الشباب، بأن مسؤوليتكم كبيرة في الحفاظ على ما حققناه، أنتم حماة الحاضر والمستقبل وقادته، ونحن ندعمكم ونقف خلفكم. إن ساحات القوات المسلحة هي ميادين رجولة، والخدمة فيها شرف، والتخرج منها بطولة، وشبابنا هم حماة وطننا ودرعه وعليهم تقع مسؤولية الدفاع عن كل ترابه. نحن دولة سلام وأمن واستقرار نؤمن بالسلام ونعيشه وننشره في كل العالم، هذا نهج دولتنا الذي ورثناه من آبائنا المؤسسين. رسالتنا للعالم رسالة خير وسلام، وقوة الرسالة من قوة مرسلها، ومكتسباتنا خط أحمر لا بد من حمايتها بالغالي والنفيس وأقول لأبنائي الشباب: أنتم حماة الحاضر والمستقبل وقادته ونحن ندعمكم». محمد بن راشد آل مكتوم. يا شباب الوطن لبوا نداكم .. واحموا الدار ضد الطامعينا. كلمات مؤثرة دعا بها المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان رحمه الله، فلبينا النداء جميعاً بفرحة غامرة فرادى وجماعات. كم أثرت فينا تلكم الكلمات ولا زلنا نرددها، فكانت دورات المتطوعين. كم كان الحب للوطن والقائد وما زال. كيف لا نلبي النداء يا وطن. وكيف لا نتسابق لتلبية دعوتك يا داعي الخير يا زايد. وكيف لا نفرح اليوم بدعوتك يا خليفة زايد. «عيشي بلادي، عاش اتحاد إماراتنا، عيشي لشعب دينه الإسلام، هديه القرآن، حصنتك باسم الله ياوطن. كلمات ترددها قلوبنا وأرواحنا منذ طفولتنا قبل أن تهتف بها حناجرنا وألسنتنا. كم تستثير فينا هذه الكلمات من معان وروح وطنية عالية، وكم تشعرنا بالفخر والولاء والانتماء، فعاش الوطن بأرضه وشعبه وقائده الخليفة، خليفة بن زايد آل نهيان. لم يفاجئني قرار الخدمة الوطنية، ولم تفاجئني سرعة الاستجابة. كان القرار من القيادة الرشيدة، وكالبرق الخاطف جاءت ردود الأفعال بالفرحة والتلبية، لتفجر المخزون العاطفي الكبير للوطنية الصادقة المختزنة في نفوس أبناء الإمارات. إن الجندية والعسكرية شرف تسابق عليه العرب. وهكذا كان آباؤنا وأجدادنا قبل الاتحاد وبعده، ونحن كذلك مثلهم اليوم، وكم تسابق أطفالنا لشراء مقتنيات وألبسة القوات المسلحة والشرطة، فما أحبنا إلى هذه الحياة، وما أحب الحياة العسكرية إلينا. إن الدفاع عن الوطن واجب وطني وديني واجتماعي. فكيف الحياة من دون وطن وكيف إن كان الوطن رؤوفاً رحوماً محباً معطاء مثلك يا وطني. نعم .. فلا بد للوطن من سواعد تحميه، وتحمي منجزاته التي تحققت، فسلمت تلكم السواعد. إن سرعة استجابة أبناء الإمارات اليوم، لا تختلف عن استجابتها في حرب الكويت، فهي تنبئ عن عطشهم لحياة النظام والجندية والعسكرية والالتزام والتضحية، فلبيك يا وطن الخير. إن التغيرات الدولية، ووصول الإمارات إلى العالمية مزودة بنجاحاتها وثرواتها النفطية، جعلها مطمعاً للغير، فكان لزاماً علينا الاستعداد، فكان القرار، وكانت منا الاستجابة، فاللهم احفظ وطني. إن الخدمة الوطنية شرف كبير يتسابق إليه أبناؤنا. ولقد أثبتت التجارب المحلية لتدريب الطلاب في المدارس نجاحها، فكان القرار بالإلزام لمن تنطبق عليهم الشروط. لقد نجحت تجربة برنامج البيارق لتدريب طلاب المدارس في الصف التاسع والعاشر والحادي عشر والثاني عشر، والذي أمر به ورعاه سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة. لقد كانت المخرجات مختلفة، الولاء والانتماء في ازدياد، وشخصية طلابنا في قوة وطموح وتحد. فكيف إذاً لو كان البرنامج العسكري ممتداً لشهور أطول أو لسنوات. إن جمالية القرار ليست في إتاحة الفرصة لمن عمل في نظام الخدمة المدنية وهو يتمنى أن يكون عسكرياً في صفوف الشرطة أو الجيش. بالتأكيد إن للحياة العسكرية عامل جذب، فدائماً يعرف العسكري بالنظام والانضباط وسرعة البديهة وقوة الشخصية وقوة التحمل مع الاستعداد على العمل في مختلف الظروف الصعبة. ختاماً فإن الحياة العسكرية حلوة، ليس كلاماً إنشائياً فقد عشت فيها 20 سنة كأحد ضباط الشرطة. ولا زلت بعد التقاعد، يجرني إليها الحنين، فما أجملها من حياة، وليتك أخي القارئ تعيشها، فبالتأكيد لن تتركها ففيها تختزل كل الحياة، فأهلاً بك في صفوف القوات المسلحة، واليوم تبدأ قيادة القوات المسلحة التسجيل لمهرجان الرماية الثاني للمدنيين بتسجيل الرماة وذلك من اليوم الأحد وحتى نهاية الخميس المقبل. [email protected]