الثلاثاء - 14 مايو 2024
الثلاثاء - 14 مايو 2024

الأجندة الوطنية 2021

من العاصمة الجميلة أبوظبي أم الخير، انطلق اتحاد دولة الإمارات العربية المتحدة. لم تكل ولم تمل أبوظبي في عطائها، فهي الأم الرؤوم لكل أجيال الاتحاد، فهي مازالت وستبقى تمدنا بكل خير. وبالأمس القريب أطلق صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي «الأجندة الوطنية» لدولة الإمارات خلال الأعوام السبعة المقبلة وصولاً لرؤية الإمارات 2021 في عيدها الذهبي. الأجندة الوطنية عمل عظيم وجبار يفخر به كل إماراتي، عمل عليها أكثر من 300 مسؤول من أبناء وبنات الوطن من 90 جهة حكومية اتحادية ومحلية حملت أهدافاً ومشاريع في القطاعات التعليمية والصحية والاقتصادية والشرطية وفي مجال الإسكان والبنية التحتية والخدمات الحكومية. لقد أعطى الأجندة الوطنية زخماً وروعة ذلك الحضور السامي والكريم لبعض قيادات الدولة ممثلة بسمو ومعالي الوزراء ورؤساء ومديري المؤسسات الاتحادية والدوائر المحلية ووسائل الإعلام. لقد كان الحضور بمثابة منصة لقوة الانطلاقة تماماً، كما هو تعبير عن ميثاق لمسؤولية العمل المشترك وتحمل المسؤولية لتحقيق ما جاء من بنود قيمة وعظيمة في الأجندة الوطنية التي ركزت على أهم المحاور والاحتياجات في التعليم والصحة والإسكان والأمن ونحوها، والتي تعد أهم معايير الأمم المتحدة في قياس التنمية البشرية. كم جميلة ومحفزة تلكم الكلمات الواردة في خطاب حيثيات الأجندة. كتبت بلغة أدبية وإعلامية بليغة مستوحاة من فكر إداري بديع، عجزت عن تلخيصها لجماليتها، فالتلخيص أحياناً يغيب ويفقد معاني كثيرة، فإليك نص ما جاء في خطاب سموه، فبالتأكيد سيعذرني القارئ الكريم بعد قراءتها لعجزي، فلقد كان همي أن أنقل أهم أفكار وكلمات ذلك الخطاب لنتناقله، وليصبح ثقافة ورؤية إماراتية موحدة ومحفزة نحو 2021. لقد جاء بنص حديث سموه أن المرحلة السابقة شهدت إنجازات تحققت تحت قيادة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، ومن خلال آلاف فرق العمل الاتحادية والمحلية التي عملت تحت رؤية واحدة وقيادة واحدة، حيث حصلت دولة الإمارات على المراكز الأولى في الكثير من المجالات، وأطلقت مشاريع كبرى في القطاعات كافة، وفازت باستضافة أكبر حدث عالمي ثقافي، وأثبت اقتصادها أنه من أقوى الاقتصادات، فعاد ينمو بشكل فاق كل التوقعات، وأهم من ذلك كله، أثبت شعبنا للعالم أنه من أكثر الشعوب سعادة، وتزيد سعادته سنوياً بحسب تقارير الأمم المتحدة. استعرض سموه أهم ملامح ومشاريع المرحلة المقبلة وخصوصاً ما يتعلق بالخدمات المقدمة للمواطنين، حيث أكد سموه بأن قطاع التعليم له أولوية دائمة وبأن السنوات المقبلة ستشهد تحولاً كاملاً في أنظمة التعلم والتعليم، حيث نهدف لتكون جميع الجامعات والمدارس مجهزة وجميع الطلاب مزودين بالأجهزة والأنظمة الذكية، وستكون المناهج والمشاريع والأبحاث عبرها. في القطاع الصحي، شدد سموه على اعتماد المستشفيات الحكومية والخاصة كافة وفق معاييرعالمية واضحة من ناحية الخدمات وجودة الكادر الطبي، وبأن أية منشأة غير معتمدة لن يتم السماح لها بالعمل في الدولة بعد العام 2021. وفي مجال الإسكان اعتمد سموه ضمن الأجندة الوطنية الجديدة هدفاً خلال السنوات المقبلة، ألا تتعدى فترة انتظار مسكن سنتين فقط من تاريخ التقديم. وفي مجال التوطين أكد سموه أن العام 2013 تم إعلانه عاماً للتوطين، وبحمد الله حقق نتائج طيبة، وأن السنوات السبع المقبلة ستكون أيضاً سنوات توطين بمعدل 10 أضعاف. وقال سموه إن جهودكم مشكورة ولكن لم تكن كافية، والحكومة ستتحرك لفرض إجراءات جديدة لزيادة التوطين في القطاع الخاص إذا لم يكن التحفيز كافياً. وفي المجال الاقتصادي أكد سموه أن هدفنا أن نكون في قلب هذه التحولات، وأن تكون دولة الإمارات العاصمة الاقتصادية والسياحية والتجارية لأكثر من ملياري نسمة، وأن أحد أهم معايير تحقيق هذا الهدف هو تطوير البنية التحتية حيث ستسعى دولة الإمارات لتكون الأولى عالمياً في جودة البنية التحتية، والأولى عالمياً في سهولة ممارسة الأعمال، وأن يرتفع نصيب الفرد من الدخل القومي الإجمالي بنسبة 65 في المئة، لأن الهدف النهائي لمشاريع التنمية هو توفير الحياة الكريمة للناس وليس فقط تحقيق مراكز متقدمة في التقارير الدولية. وفي المجال الأمني والشرطي أن تكون دولة الإمارات البقعة الأكثر أماناً على المستوى العالمي، وتحقيق رقم قياسي على مستوى الدولة بالاستجابة لمكالمات الطوارئ كافة خلال أربع دقائق فقط. وفي مجال الخدمات الحكومية اليومية للمتعاملين، أوضح سموه أنه يريد للحكومة أن تعمل بشكل جديد وفريد، وأن تنافس أفضل الشركات، وأن تكون مقياساً ومعياراً لبقية الحكومات، وأن تكون الأولى عالمياً في الخدمات الذكية. وفي الختام أكد سموه أهمية العمل كفريق عمل إماراتي واحد، حيث قال «نريد رجالاً أقوياء ونساء متفانيات وشباباً متحمسين ليشاركونا رحلتنا نحو النجاح .. نريد فريق عمل الإمارات أن يكون يداً واحدة وقلباً واحداً ليتمم هذا الإنجاز. وكعادة سموه، ذكر لأهل الفضل فضلهم، فختم حديثه بشكر آلاف فرق العمل التي بذلت وعملت بكل تفان وإيجابية لتحقيق كل هذه الإنجازات، وقال إننا لم نصل بعد للمكان الذي نريده، وللطموح الذي رسمناه، وللرؤية التي وضعناها. وقال أنا متفائل بكم وبفريق العمل، ومتفائل بدولة الإمارات. وحتى الرقم سبعة يدعوني للتفاؤل لأنه رقم الخير والبركة والعمل .. سبعة أيام في كل أسبوع سنعمل بها دون توقف، وسبع إمارات ستعمل معاً في بيتها المتوحد، وسبعة أعوام ستكون مليئة بالإنجاز وصولاً لعيدنا الذهبي، فبوركت يا وطن الخير والسمو وحفظ الله الخليفة. [email protected]