2014-02-16
بفرحة غامرة كنت أتابع عبر تقنيات ووسائل الاتصال المختلفة آخر أخبار القمة الحكومية، وبالوقت نفسه كم كنت أتألم لعدم تمكني من الحضور نظراً لتكليفي بواجب وطني آخر في العاصمة الجميلة أبوظبي.
صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي سماها قمة الهمم، وفعلاً كانت القمة قمة القمم والهمم. إنها كانت قمة بحضور رواد تطوير الخدمة الحكومية في دولة الإمارات العربية المتحدة ممثلة في صاحب السمو رئيس مجلس الوزراء ونائبيه سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان وسمو الشيخ سيف بن زايد، ثم بحضور قيادات التطوير المؤسسي ليس في الإمارات فحسب، بل في الخليج والوطن العربي والعالم أجمع، فالإمارات أصبحت بفضل الله مرتكزاً عالمياً لكل تطور وجديد في مجال الخدمات الحكومية.
كيف لا أحزن على عدم الحضور وقد كان فيها أكثر من 4500 موظف ومدير ومسؤول، وما يقرب من 60 متحدثاً كلهم جاؤوا من أكثر من 50 دولة من مختلف قارات العالم؛ حيث التقت كل الخبرات والتجارب والثقافات.
لقد فاجأتنا إمارة عجمان يوم أن كشف سمو الشيخ عمار بن حميد النعيمي ولي عهد عجمان عن استراتيجية 2021 والمتوافقة مع رؤية الإمارات 2021، لتكون مساهماً رئيساً في مسيرة التنمية المستدامة في الإمارات، تحت شعار «مجتمع سعيد يسهم في بناء اقتصاد أخضر، تحفزه حكومة متميزة منسجمة مع روح الاتحاد»، لتعزز ثقة المواطن بنفسه وتشجعه على العطاء وإعلاء مصلحة الوطن، لتكون الإمارات دولة يتحد فيها الإنسان مع الأرض.
الحديث ذو شجون كما يقولون، وكم هي كثيرة الأخبار والأفكار التي تمت مناقشتها في القمة. لن أتحدث عما نقل إلي من أخبار حسن ودقة التنظيم الرائع من جلسات مختلفة لمختلف المفكرين والمهنيين والباحثين. لن أتكلم عن حسن الاستقبال وسير البرنامج وتوازن فقراته. لن أتحدث عن الجوانب البروتوكولية فالإمارات شعب عظيم يقدر ويسمو بضيوفه، وقد اجتزنا مراحل الاختبار والتجريب.
الأجمل فيها كان اللقاء المباشر بين الموظفين والمهتمين وأصحاب السمو الشيوخ والقادة من مختلف دول العالم. كما لن أنسى ما قرأنا حول التفكير المنهجي والمنطقي لإدارة العمليات في تنظيم الحدث يوم رأت اللجنة العليا لحل مشكلة الفائض من بوفيه الطعام بتقليله من خلال تصغير حجم الصحن، وقد نجحت الفكرة. أعتقد أن المسألة تحتاج إلى وعي الإنسان العربي بأننا نأكل لنعيش، لا نعيش لنأكل. أخي العربي انتظر ولا تسارع في مهاجمة البوفيه، فالأكل بالتأكيد يكفي الجميع وبإمكانك الرجوع مرة ثانية وأخذ المزيد إن رغبت.
لن أنسى ذلك التصريح الذي صرح به أحد المسؤولين الخليجين بأنه لو كان يملك القرار لأرسل طائرة كاملة فيها كل مسؤولي الخدمة المدنية ليعودوا بفكر جديد لتطوير مؤسساتهم.
الإنسان يمثل الركيزة الأساسية والعامل الفيصل في نجاح معادلة استيعاب التغيرات السريعة التي يشهدها العصر الرقمي وصولاً إلى إنشاء مدن ذكية وعالم أكثر ذكاءً.
وتحت عنوان «نحو عالم أكثر ذكاء»، طرحت شركة «دو» ورقة عمل عن دور الإنسان في استيعاب التغير عبر التاريخ، مشيرة إلى أن العالم لم يتوقف عن التغير، فقد انتقل من الثورة الصناعية إلى ثورة المعلومات. واستعرضت التغير الحاصل في عالم الإنترنت، متسائلة: ماذا يحصل على الإنترنت في دقيقة واحدة، موضحة أنه يجري إرسال 240 مليون بريد إلكتروني، وتنزيل 1.3 مليون فيديو، ومليون تغريدة.
دولة الإمارات هي نموذج رائد للتطويرات الإيجابية التي يمكن تحقيقها من خلال استيعاب التغير السريع، حيث شهدت تغيراً كبيراً على مدار الأربعين سنة الأخيرة وبمعدل أسرع من أي بلد آخر، وإن الدور الحيوي للحكومة كما يقولون يتمثل في تمكين المواطنين من الانتقال من جزء من المجتمع إلى مشارك في التغيير والتنمية. لذا جاء السباق بين المؤسسات لتقديم أفضل الخدمات عبر الهاتف المحمول، فكان التكريم بجوائز عدة تم توزيعها تعبر عن سرعة التطور وسرعة الاستجابة وقوة العقل البشري.
هنيئاً لكل من حضر. ولكن يقولون «ما لا يدرك كله لا يترك جله»، والإنترنت تحمل أرشيفاً ضخماً يمكنك أخي القارئ الرجوع إليه وقراءته، بل ومشاهدة الفيديوهات كاملة. ومبارك للإمارات على روعة الفكرة والتنفيذ، وأدعوك للاطلاع على كلمة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم في القمة، فقد قال سموه ما يكفي لبث روح العمل والأمل. فبوركت يا وطن الخير والمحبة والسعادة، وحفظ الله الخليفة.
[email protected]