الثلاثاء - 14 مايو 2024
الثلاثاء - 14 مايو 2024

مهرجان الوحدات المساندة للرماية للمدنيين 2014

لقد أبدعت قيادة الوحدات المساندة التابعة للقوات المسلحة الأسبوع الماضي مهرجاناً وطنياً شعبياً تراثياً ورياضياً واجتماعياً للرماية للمدنيين في العاصمة الجميلة أبوظبي، وذلك بتوجيه ودعم ورعاية كريمة من سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة. الفكرة تعد إبداعاً وخروجاً عن المألوف، وهكذا هم دائماً المبدعون يفكرون بطريقة ما تختلف عن كيفية وطرق تفكير الآخرين، ولذلك كانت فكرة المهرجان عظيمة. تنتابك كل مشاعر العز والفخر وأنت تقف بين المدنيين وضباط وأفراد القوات المسلحة لتشاهد نجاح المهرجان. الشعور بالفرحة الغامرة كنا نراه على وجوه كل من حضر من مختلف الأعمار. كانوا جميعاً يتجولون في أروقة المهرجان والمعرض المصاحب ولسان حالهم ينطق بتعابير جمة تعبر عن قمة الرضا والمحبة والإعجاب بالمؤسسة العسكرية والمهرجان الذي كان كل شيء فيه عظيماً. كانت عظمة الفكرة في تنظيم القوات المسلحة المهرجان للمدنيين، وهذا ما لم نشهده من قبل في دول المنطقة كلها، فالمؤسسسة العسكرية معزولة وبعيدة كل البعد عن المجتمع. في الإمارات الوضع مختلف، حيث ترسخ شعور ملكية الشعب لهذه المؤسسة، وقد لمست ذلك من خلال مشاهداتي اليومية طيلة أيام المهرجان بصفتي مديراً للمركز الإعلامي للمهرجان. في المهرجان رأينا تلاحماً شعبياً ووطنياً سواء من خلال أعداد الزوار الكبيرة التي زارت المهرجان، أو في اختلاف الفئات الزائرة والمتعددة أو من خلال الأعداد الكبيرة المشاركة في الرماية الحية، والتي شملت أسلحة مختلفة مثل المسدس والبندقية والتي هي صناعة شركتنا الوطنية توازن. لم تغفل القوات المسلحة الأطفال فكانت لهم رماية مخصصة على جهاز التشبيهي السميليتر الذي هو عبارة عن الرماية الإلكترونية عبر جهاز الكومبيوتر الذي يحتوي على رماية فنية تبعد وتحفظ أطفالنا عن مشاهد العنف التي ملأت الأجهزة اللوحية والكفية التي بحوزة أطفالنا. لقد أرضى المهرجان أذواق كل الفئات، فهناك استعراض الخيول وهنا الموسيقى العسكرية وفي الزاوية فرقة الفنون التراثية التابعة للوحدات المساندة، وفي الزاوية الأخرى أمهات يجلسن لصناعة المأكولات الشعبية، وهناك في الزاوية الأخرى حلبة لركوب الخيل للأطفال، فالهوية الوطنية كانت حاضرة معنا بكل وقت، والشيء المفرح أني قد شاهدت وسمعت سيدات جئن يطلبن المشاركة في مسابقة الرماية أسوة بالرجال والفتيات. المهرجان جاء متزامناً من غير قصد مع إعلان الحكومة العزم على السير في برنامج الخدمة الوطنية، فالمهرجان يعد الثاني وقد خطط له أن يكون بهذه الفترة منذ العام الماضي، فهب الناس فرادى وجماعات للتعبير بصدق عن رغبتهم الأكيدة في الخدمة الوطنية ومحبتهم للرماية وللروح العسكرية، فتجدهم ساعة يركبون على المدرعة والدبابة، وساعة يتفقدون معرض الأسلحة، وساعة تجدهم واقفين أمام جناح معرض وحدات القوات المسلحة البرية والبحرية والجوية، ثم تجدهم أمام منصة حرس الرئاسة وكأنهم يعلنون جاهزيتهم للدفاع عن الوطن وقيادته. المشاهدات المفرحة كثيرة في هذا المهرجان، وتحف بك كل مشاعر الوطنية والعسكرية والتكامل والتلاحم الوطني بين القوات المسلحة وأفراد المجتمع، وليتك كنت حاضراً معنا فكل من حضر من المدنيين كان يأمل بصورة مع أفراد أو ضباط القوات المسلحة، وأحياناً كثيرة كنا نجدهم يقفون بجنب بعض الآليات العسكرية لأخذ صور تذكارية. الفرحة كبيرة والمهرجان عظيم بفكرته التي وجه بها سمو ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، وأعظم بضيوفه، حيث تشرف المهرجان بزيارة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، فأعطت المنظمين دفعاً قوياً لمواصلة الجهد، فقد قدموا عملاً متكاملاً وناجحاً تحدثت به وسائل الإعلام، بل كل من حضر من المدنيين والعسكريين بالرغم من حداثة وجود قيادة الوحدات المساندة. كان الختام جميلاً بحضور راعي الحفل سمو الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان ممثل الحاكم في المنطقة الغربية، فودعنا سموه شاكراً، ثم تحرك الفائزون من كل الإمارات بجوائزهم من سيارات فخمة ومبالغ نقدية كبيرة شملت أكثر من 100 جائزة، فشكراً لكرم القوات المسلحة وشكراً لقيادة الوحدات المساندة وقائدها الذي كان يقف معناً دائماً مخططاً ومتابعاً ومسانداً فجمعنا وشكرنا. وهكذا الإمارات تقدر كل جهد، شكراً للإعلام الوطني وللجهات المدنية والشركات الداعمة والراعية وشكراً يا وطن الخير ودام الخليفة. [email protected]