الثلاثاء - 14 مايو 2024
الثلاثاء - 14 مايو 2024

أعتذر إليك..

الاعتذار عرفه الخبراء بأنه فعل نبيل وكريم يعطي الأمل بتجديد العلاقة وتعزيزها، هو التزام لأنه يحثنا على العمل لتحسين العلاقة وتطوير ذاتنا. الاعتذار فن له قواعده ومهارة اجتماعية نستطيع أن نتعلمها، وهو ليس مجرد لطافة بل أسلوب تصرف. والاعتذار هو كما قالوا أيضاً من شيم الكبار، وخلق من أخلاق الأقوياء، ومن علامات الثقة بالنفس التي لا يتصف بها إلا الكبار القادرون على مواجهة الآخرين بقوة وشجاعة وأدب، والحياة من دون اعتذار ستحمل معاني الندية، وستخلق جواً من التوتر والقلق بين الناس. الاعتذار تعبير عن الشعور بالندم أو الذنب على فعل أو قول تسبب في ألم أو إساءة لشخص آخر وذلك بطلب العفو ممن تأذى بذلك. الاعتذار يستوجب القوة للاعتراف بالخطأ ولذا قالوا إنه من شيم الكبار. الاعتذار الصحيح هو أن يكون اعتذاراً حقيقياً لا مزيفاً، وتذكر أن التبرير يزيد الإحساس بالألم لدى الطرف الذي أخطأت في حقه، فلذلك وجب أن تكون كلمات الاعتذار دقيقة ومختارة بعناية، وتأكد أن من أمامك يريد أن يعرف تماماً عما تعتذر، كما لابد أن تتوافق كلمات الاعتذار مع لغة الجسد فلا تكفي كلماتك مهما اخترتها بعناية. لغة الجسد هي رسالة أعمق بكثير من كلماتك المنطوقة أو المكتوبة، فهي شكل تواصل غير لفظي. يقول الخبراء إن تعارضت تعابير لغة الجسد مع الكلمات فالناس تميل إلى تصديق لغة الجسد بشكل أكبر، فاحذر من أن تقول للزوجة إنك تحبها ولغة الجسد تحكي شيئاً آخر، وهذا هو السر في اكتشاف زوجاتنا أخطاءنا. ختاماً، إليك أعتذر ربي وإلهي عن زلاتي، وعن عجزي عن شكر نعمك التي أنعمتها علي، وأعتذر إليك ربي عن أداء حق عبادك فأنت الغفور الرحيم الودود، فاللهم رحمتك ومغفرتك أرجو. عذراً والدي الحبيبين الكريمين، فمساء الخميس وصباح الجمعة هو يوم إجازتي معكما لأحظى بدفء لمستكما ومؤانستكما، ولكن مقالي هذا يأخذ مني أجمل الساعات حتى أكتبه فيبعدني عنكما ويعزلني في زاوية مكتبي. عذراً زوجتي وشريكة حياة الماضي الجميل، والمستقبل المشرق المقبل بإذن الله. أعتذر إليك زوجتي عن تقصيري وأعترف أن المستقبل الذى بنيته لم يكن إلا بفضل الله أولاً وأخيراً، ثم دعاء الوالدين وصمودك وتضحيتك وتحفيزك لي وقدرتك على خلافتي بالقيام بكل مسؤوليات المنزل في كثرة غيابي، ولهذا فاصبري فالجنة تحت أقدام الأمهات، فأنتِ أمي وزوجتي وأختي ومعلمتي وكل شيء. هي الحقيقة أعترف بها على صفحات «الرؤية» فكم من فضل لك في نجاحي الذي تحقق. عذراً لأهلي وأبنائي وأسرتي عن كل تقصير في مسيرة حياتي معكم، لكن والله ما ادخرت جهداً في إسعادكم، فكان بعدي وسفري ورحلاتي داخل الدولة وخارجها قسراً وغصباً، وهكذا كانت مشيئة الأقدار. عذراً لكل قادة وأبناء وطني المبدعين فإنهم جميعاً يستحقون أن أكتب في حقهم الكثير، لكن لم تحن الفرصة لأكتب عنهم. عذراً أيها الأصدقاء، فإني لأعرف أني مقصر بحق أخوّتكم لكن هكذا هي حياة الأعمال والتدريب خصوصاً فقد جعلتني في شغل دائم عنكم، لكن القلب مكانكم ودعائي لكم بالخير دائماً. عذراً أيها الوطن الحبيب، وعهداً أن أواصل العمل قدر ما أستطيع لرفعتك وعزتك. عذراً من كل من أخطأت بحقه ولم أملك الجرأة لأعتذر إليه، أو لم تمكنني الفرصة من ذلك. عذراً لكل الكتاب فبالتأكيد قد ورد في كتاباتي بعض ما قالوه في كتاباتهم. عذراً للإعلاميين والكتاب بشكل خاص، فاليوم أدركت كم هي رائعة وراقية الكتابة ومهنة متعبة بالوقت نفسه. عذراً لصحيفة «الرؤية»، فكم أحمل لها من مودة صادقة وتقدير. لقد أعطتني الفرصة لأكتب على صفحاتها على مدار سنة وثلاثة أشهر وعرفت الكتابة من خلالها. عذراً لسعادة رئيس مجلس إدارة الصحيفة الموقر ولسعادة رئيس التحرير اللذين أحاطانا برعاية تامة وأشعرانا بأننا أسرة واحدة، وأذكر أننا مازلنا بانتظار وعد نزهة وغداء في البر الجميل في ربوع وطننا الحبيب. عذراً لـ «الرؤية» عن عدم قدرتي على مواصلة الالتزام بالكتابة بمقال أسبوعي وسأبقى هاوياً أكتب مشاعر صادقة عن مواقف بين الحين والآخر. نعم عذراً لصحيفة «الرؤية» الحبيبة وأسرتها الحبيبة وخصوصاً وحدة الرأي والكتاب، فمشاغلي كثيرة والوقت لا يسعفني على الوفاء بالتزام الكتابة أسبوعياً، وإن كل ما كتبت سابقاً على صفحاتها هو مواقف وبعض ما ينتابك أخي القارئ من أحاسيس ومشاعر وطنية صادقة. فاللهم عفوك، وأسألك أن تحفظ وطني الإمارات العربية المتحدة وشيوخها وشعبها الكريم، فدمت يا وطن ودام الخليفة. [email protected]