2014-03-30
الأراه مفرد والجمع الأرا، هو نبات بري وجبلي متوسط الطول كثيف لونه أخضر فاتح يميل إلى البياض يسمى (أملح) وطلعه يشبه القطن، يستعاض به عن القطن في بعض الأحيان.
كان الناس يقصدون أماكن وجوده في البراري والجبال ليجنونه لاستعمالاتهم المختلفة، فيخرطون طلعه الذي يكون على شكل سنابل حتى يجتمع في أكفهم، ثم يجمعونه في وعاء لديهم، وفي البيت ينظفونه وينقى من الشوائب، ثم يجفف تحت أشعة الشمس.
بعد تجفيف الأرا يوضع في وعاء كبير، ثم توضع معه بضاعة و(البضاعة) خلطة عطرية تتكون من مجموعة من الأعشاب العطرية والزهور المجففة كالورس والورد البلدي والياس وجوزة الطيب ومواد عطرية أخرى، تخلط البضاعة مع الأرا ثم توضع في الوسائد والمخدات، وهو نوع خاص من الوسائد الناعمة اللينة ذات الرائحة العطرية، وغالباً ما تصنع من الأرا وسائد الأطفال حديثي الولادة لأنها تريحهم وتساعدهم على النوم العميق.
أما الأرطا: بالعربية الأرطاة (والجمع أرطى) فروعه بيضاء وأطرافها الجديدة خضراء، وليس للأرطاة ورق وإنما له هدب طويل ناعم، كما أنه ليس له شوك، أزهاره كثيرة جداً بيضاء اللون تعلوها حمرة، والثمار كروية الشكل مغطاة بشعر ناعم، ولونها أحمر قانٍ، ولزهور الأرطاة وثمارها رائحة زكية جداً، تزهر في الربيع وتسقط الأزهار والثمار سريعاً قبل اشتداد الحر.
وهو نبات شهير في الإمارات والخليج، ويعرف هنا في الإمارات بأنه نبات كثير الخضرة، ينبت في السيوح، أهدابه طويلة مفتولة، أهل الإمارات يأكلونه في وجبة شهيرة تسمى (مكيكة)، تحضر من خلال تقطيع الأهداب وخلطها مع الأرز والليمون، وعملية الخلط تلك تسمى (مك).
ذكره الفيروز أبادي في القاموس المحيط بقوله «شجر نوره كنور الخلاف، وثمرته كالعناب مرة تأكلها الإبل غضة وعروقه حمر، الواحدة أرطاة» يستعمله القوم هنا لدبغ الجلود، عرفه العرب قديماً وجاء تعريفه في اللغة: أديم مأروط، أي جلد مدبوغ بورق الأرطي، كما أن ورق الأرطا وعيدانه الناعمة تفرم وتخلط مع اللبن أو تطبخ مع السمك والأرز وتؤكل.
وكذلك فإن أغصانه اليابسة التي مر عليها نصف عام تطحن وتغلى بالماء فتصير صبغاً تصبغ به الأقمشة والملابس بلون حليبي، والأرطاة المرة المذاق تسمى (عِبلة بكسر العين).
الأرطاة من الأشجار التي تحدث عنها العرب كثيراً لأهميتها في حياتهم، ويسمى هدب الأرطاة العبل، فيقولون: أعبل الأرطى إذا طال هدبه، ويسمون هدبه أيضاً الدبيل، وهو ما انتثر من هدب الأرطى وجمعه دبل. وللأرطاة عروق حمر تشبه الإبل بحمرتها، جاء في لسان العرب «وفي الحديث جيء بإبل كأنها عروق الأرطى».
اقترن ذكر الأرطى في غالب الأحيان بذكر الظباء وبقر الوحش، فهي تألفه وتعيش فيه، وتحفر فيه أكناساً تستظل فيها من الحر وتشرب من عروقه فهي كثيرة العصارة، وفي الشتاء تستدفئ فيه وتستكن أيضاً من البرد ومن المطر فهو ينبت في الرمل، والرمل سريع الحفر وسريع الجفاف بعد المطر.
وللأرطى هدب ترعاه الإبل، وهو من النباتات الطيبة التي ترعاها السائمة لأنه من مراعيها الأساسية، وإذا لم تجد غيره اكتفت به ويقال للإبل التي تشتكي من كثرة أكل الأرطى (بعير مأروط وبعير أرطاوي)، وأكثر ما يستعمل الأرطى في دباغة الجلود، خصوصاً القرب وأوطاب اللبن، حيث تبقى نكهة الأرطى في الماء أو اللبن، وهي نكهة مستحبة، ويكون لون الجلد المدبوغ أحمر شديد الحمرة، وفي هذا الوقت لا يزال الأرطى معروفاً باسمه ويستعمل بالدباغة إلى الآن ويباع لدى محال العطارة. وعروقه كثيرة العصارة وقد يضطر الإنسان إلى أن يعتصرها ويشرب ماءها، وماؤها فيه مرارة في الطعم، ولكنه ينقذ الإنسان من الموت عطشاً، في الليالي الشاتئة يحلو السمر على نار الأرطى ورائحته العبقة.
أما التعريف العلمي فاسم النبات الأرطاة وباللاتينية يسمى Calligonum جنس نباتي يتبع الفصيلة البطباطية ويضم نحو ثمانين نوعاً من الشجيرات، تنتشر في حوض البحر الأبيض المتوسط وآسيا وأمريكا الشمالية، من أشهر أنواعه المعروفة في الوطن العربي الأرطاة العربية.
a.musallam@alroeya.com