الاحد - 19 مايو 2024
الاحد - 19 مايو 2024

من أجل الرقي

في كل دورة لمعرض الكتاب، سواء إن كان معرض الشارقة الدولي للكتاب أو معرض أبوظبي للكتاب أتساءل أين زخم القارئ المحلي؟ ما موقعه الحقيقي على خارطة الزخم الثقافي في الدولة. في الفترة القليلة الماضية، كان هناك وعي بأهمية الكتاب وأهمية وجود دور نشر محلية وفعاليات ثقافية مكثفة، الدور المحلية تدعم الكاتب المحلي، وأعني بالمحلي هنا هو تفعيل دور الناشر الإماراتي، فكان هناك ما يشبه (الانبثاق الثقافي) ربما، أوجدت في لحظة ما، وفي وقت متقارب وقصير عدة دور نشر محلية لا أريد ذكر أسماء البعض منها في هذا المقال، حتى لا أغفل الأخرى فيؤخذ من باب الدعاية للبعض وعدمها للآخر، فأنا مشجعة بطبعي لكل حدث وعمل ثقافي بناء. لكن بالنسبة والمقارنة للانبثاق الثقافي الجميل في الفترة الأخيرة، ووجود معرضين دوليين بمعنى الكلمة، لكلمة دولية، يغيب المثقف والقارئ المحلي. ما السبب؟ وما الحواجز؟ أين جوانب الإخفاق التي يجب التركيز عليها؟ أنا ، وقد أبدو من خارج ذاك الصندوق الثقافي، أقول ربما لأن موضوع القراءة أصلاً في المجتمع الإماراتي غير مفعل بشكله الحقيقي. لا أقصد الفعاليات الثقافية ودور بعض المؤسسات الثقافية، مشكورة، وليس عدد الكتّاب في الدولة فقط، بل القارئ العادي الذي لا يهمه النشر، بل القراءة، من أجل القراءة أو القراءة من أجل المعرفة والثقافة، ليس هناك عدد كبير من القراء المحليين. أين الإخفاق؟ أين هي زواياه المظلمة التي يجب تسليط الضوء عليها؟ هل القصور في التربية والتي تناط غالباً بالوالدين، فكثير من الآباء لا يعي أهمية القراءة في تنشئة جيل وأبناء، فيقصي دورها ويحكر القراءة في قالب تقليدي عفا عليه الزمن، وهو الاعتماد كلياً وأبدياً على المؤسسة ذات الدور الأعظم في ذاك الجانب وهي وزارة التربية والتعليم، ودور التربية والتعليم قد يبدو، كما في ذهن بعض الآباء، فقط القراءة الدراسية والتحصيل العلمي الذي يراكم الدرجات، من أجل النجاح فقط، ولا يولي دوراً كبيراً للقراءة التحفيزية التي يجب أن يكون شعارها هو القراءة من أجل المعرفة والرقي. [email protected]