الاحد - 19 مايو 2024
الاحد - 19 مايو 2024

مراهقونا .. مُرْهِقونا

المراهق هو ذاك الطفل الشاب، أي لأنها تلك المرحلة العمرية المحيرة التي يقف أمامها وأمام أبوابها الأبوان حائرين مستغيثين طالبين في الكثير من الأحيان العون من هنا ومن هناك، من برامج التلفزيون المتخصصة ومن الاستشاريين النفسيين والسيكولوجيين المتخصصين عن ماهية الطريقة المثلى التي تفضي إلى التعامل مع المراهقين مع تلك المرحلة العمرية الشائكة جداً حد الوجع أحياناً، وجع يعيشه كلا الوالدين أو أحدهما. لست في صدد التحدث عن الآلية المثلى للتربية أو التعامل مع الطفل المراهق أو الشاب المراهق، لكن في صدد للحديث عن الأمور التي تكون خافية بعض الشيء على الأهالي، وقد يظنها بعض الآباء أموراً بعيدة المنال عن متناول أولادهم أو قد لا تشكل خطراً كبيراً على أطفالهم المراهقين وهي المخدرات، إنها الخطر الحقيقي المحدق والمتربص بالأطفال المراهقين، ووقت الفراغ ذاك النفق المظلم جداً الذي قد ينزلق نحوه المراهقون من دون حول ولا قوة منهم، فينجرفون نحوها بوعي، ثم (تقع الفاس على الراس) كما يقال، وتبدأ عواقب الأمر الشديدة التي غالباً لا يحمد عقباها. المخدرات ذاك الوهم الكبير الذي يبدأ بتجربة، وفضول التجربة البريء الذي يسول لذات المراهق بأن ما يفعله مجرد (تجربة) حتى ينساق بعدها نحوه، ليقع في مستنقع الوحل. الكثير من الأهل وغالباً أغلب الأسر التي يوجد لديها أطفال مراهقين، كما أسلفت سابقاً، يعيشون داخل حيرة التعامل معهم، لذلك قد يخفى أو يمر عليهم الأمر، ولكن لا يولون أول بوادره اهتماماً من باب (لا .. أنا متأكد من ولدي) تلك الجملة ألقت بالكثير نحو هوة التهلكة التي لم يكن يحسب عواقبها. فالطفل المراهق عبارة عن طاقة مشتعلة متحركة على سطح الأرض يجب الانتباه لها أو إيلاء أبسط تحركاتها الاهتمام، فالتجربة أولى الخطوات، ووقت الفراغ ما هو إلا منزلق أو أنبوب مظلم ينزلق نحوه وداخله المراهق، لذلك على الآباء الانتباه لهذين الأمرين بحرص شديد وبالغ الأهمية. [email protected]