الاثنين - 20 مايو 2024
الاثنين - 20 مايو 2024

إرث المثقف العربي

إن المثقف العربي على كاهله مسؤولية لنقل ونشر ثقافته العربية، فالثقافة العربية زاخرة بالمبدعين وأساليب الإبداع التي ربما تحتم على المثقف العربي نقلها والإسهام في حفظها، لا أن يكون تركيزه وركيزته منصبان بشكل أو بآخر على الثقافات الغربية مثلاً أو أن يسلط ضوء ثقافتة بكل سطوعها على ناحية ووجهة معينة من الكون، ويبدأ في دراستها وقراءتها والتفرغ لها وتمجيدها إذا اقتضى الأمر. هناك بعض المثقفين العرب انبروا بأنفسهم، لتمجيد الأدب الروسي، على سبيل المثال، أو الثقافات الأخرى أو شرح كل ما يزخر به الأدب اللاتيني أو الأمريكي من حس وصور، ولم يمنحوا الأدب العربي بعضاً من وقتهم لقراءته أو معرفته، كما يصب واحدهم جل كلمات التباهي والنقد بتلك الثقافات والنتاجات، في حين أن الثقافة العربية حبلى بصنوف عدة من المغريات التي قد تجذب إليها المثقف العربي أو غير العربي. على عاتق المثقف العربي هم إحياء الثقافات العربية الكثيرة، والحديث عنها وتسليط النقد عليها، ومناقشتها أيضاً، ففي زمن العولمة ضاعت بعض الخطوط واختلطت مع بعضها البعض، في حين لم يعد المرء حريصاً على ذاك الإرث الثقافي الذي هو في حقيقة الأمر أشبه بفرض العين على كل من اختار أن يكتب أو يطلق عليه صفة مثقف. فانبهار البعض من المثقفين أو المثقفين الجدد، كما يمكن الإطلاق عليهم، أي الصغار بالعمر بتلك الثقافات الغربية واندهاشهم بها أدى إلى أن أياً منهم لم يمنح نفسه فرصة الاطلاع على الثقافة العربية أو الأدب العربي، فتجد الكثير منهم يعرفون ليو تولستوي جيداً، وقد يكونون انكبوا شهوراً وأياماً لقراءة كل ما أنتجه في عالم الأدب والروايات من باب الاطلاع والتعمق في الأدب الروسي. وقد نجد البعض اندهشوا بكل ما أنتجه الكاتب الإنجليزي تشارلز ديكنز، وما كتبه دوستويفسكي، ولكن لا يعرف أغلبهم عن رواية (حسن العواقب) للأديبة زينب فواز التي أنتجت عام ١٨٩٩. [email protected]