الخميس - 16 مايو 2024
الخميس - 16 مايو 2024

جيل الآيباد الطيبون

أفضلية الأجيال.. سؤال دائماً ما يتكرر في أي مجلس فيه تباين عمري واختلاف في الأعمار .. فجيل ستينات القرن الماضي يرى نفسه أنه أفضل جيل في مجتمعنا لأنه عاصر الأجيال القديمة وكذلك بدأ أولى خطوات التعليم النظامي، وجيل السبعينات وبداية الثمانينات يرى نفسه الأفضل لأنه استفاد من دولة الاتحاد ومن التطور العمراني والدراسي وبدأ يشق طريقه بنجاح إلى الكثير من المجالات .. والجيل الحالي وهو جيل بداية التسعينات يرى نفسه الأفضل فهو استفاد من الأجيال كلها وكذلك الثورة العلمية التكنولوجية، وكذلك سيقول جيل المستقبل الكلام نفسه ويبقى السؤال: هل فعلاً هناك أفضلية لجيل على جيل؟ قبل مدة ليست بالقصيرة تحاورت ومجموعة من الأصدقاء حول هذا السؤال، والكل أدلى بدلوه وكل يرى أفضلية جيله على الآخر لكن صوت العقل يقول وهي وجهة نظري، وكذلك هي وجهة نظر الكثير بأن لكل جيل مميزاته وعيوبه وليست هناك أفضلية مطلقة ولا تراجع مطلق لكن هناك قواسم مشتركة شخصية أحياناً وجماعية أحياناً أخرى بين جميع الأجيال ومرتكزات مشتركة يتساوى بها الكل. وبعيداً عمن يفوز بهذا الجدال الذي لن ينتهي فإنني أستغرب من بعض المسميات ولو على سبيل المزاح أو التمييز وخصوصاً عندما يقال جيل الطيبين وجيل الآيباد وكأنهم في واقع منفصل عن الآخر. الكثير من الكتاب وغيرهم يرون أن ما يطلق عليه جيل الطيبين هو جيل النقاوة والأمور الحميدة .. ويسقط كل الأمور الحسنة على هذا الجيل ويتجاهل السلبيات الكثيرة التي كانت موجودة ورآها الجميع .. ويتهم جيل الآيباد الحالي بأنه يفتقر إلى النقاء والصفاء والحياة السعيدة التي تكون بلا تعقيد متجاهلاً كل الأمور الإيجابية، مركزاً على البعد التكنولوجي الحادث في المجتمع رغماً عن الجميع .. ولو كان الأمر يقاس بهذه السطحية لأصبح كل جيل أسوأ من الآخر .. وهذا منطق ظالم لكل مكونات وعناصر المجتمع والتطور الزمني للحياة. في النهاية أنا أؤمن بتراتبية الأجيال وتلاحقهم وتجانسهم مع بعضهم البعض وأن المفروض بأن يكمل كل جيل ما بدأه الآخر لا أن ينتقص منه أو يبني كل حياته بمعزل عن الآخرين فعندها لن تستقيم الحياة، وسوف تتوسع الهوة وتكبر مصطلحات ينبغي لها ألا تكبر كجيلي أفضل منكم .. فجيلي جيل الطيبين. [email protected]