الخميس - 16 مايو 2024
الخميس - 16 مايو 2024

كلماتنا تبكي زايد في ليلة الفقد

كانت لحظة حزينة تلك اللحظة التي بلغنا بها خبر وفاة القائد المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان رحمه الله، فقد كنت مع مجموعة من الزملاء الإعلاميين في مدينة العين نحضر مناسبة رياضية، وكم كانت اللحظة قاسية على الجميع؛ فقد انقلب الجميع إما باكياً أو منتحباً أو شارد الفكر يغالب دموعه بيديه، ومرت دقائق كأنها سنوات طويلة حتى تحققنا من الخبر، وعدت أنا وزميل لي إلى مدينة أبوظبي تلك الليلة التي مازلت أتذكر تفاصيلها الباكية الحزينة ولن أنساها ما حييت. لم يكن زايد بالنسبة لنا رئيساً فقط، فقد كان والداً وجداً وبركة أيامنا وليالينا .. من يفرحنا عندما يفرح ويحزننا عندما يحزن .. وكنا نسمع كلماته ونصائحه فنضعها أهدافاً لنا نحققها في حياتنا، وكانت حياتنا بمجملها .. لذلك لم تسعفنا الكلمات ولن تسعفنا أبداً في فقده وحزننا عليه عندما تحضر هذه المناسبة الحزينة بمثل هذه الليلة من رمضان. كتبت الكاتبة شهرزاد قبل سنوات مقالاً يكتب بماء الذهب عن والدنا الراحل بعنوان: كم عمراً نحتاج فوق عمرنا يا زايد؟ وكانت كل كلمة فيه تعبر عن شعور الملايين حول العالم من الذين فقدوا زايد تلك الليلة الحزينة .. وكل حرف فيه ينبض بأسى عميق وبحزن لا يفوقه حزن في العالم عندما سمعوا نبأ رحيل زايد أو عبارة (زايد في ذمة الله) .. وكم كانت دموع ذاك المذيع غالية عندما انفجر على الهواء مباشرة فلم يستطع إكمال جملة الفقد الأخيرة وما أقساها من لحظة. مازالت تمر على شريط الذاكرة الصور المتتابعة لمئات الألوف من المواطنين والمقيمين الذين افترشوا الأرض والميادين في نهار رمضان لإلقاء النظرة الأخيرة على زايد وفي المسجد وعند الدفن .. فقد سالت الدموع الغزيرة وارتفعت الأيادي بالدعاء والرجاء للقائد المؤسس الذي وُسد الثرى في مشهد لن ينساه أحد أبداً من شعبنا. رحمك الله يا زايد .. ليست لدي كلمات أستطيع بها أن أعبر عن هذه الليلة، فكل الكلمات تتبخر أمام ذلك المشهد الحزين .. لذلك فلتسمح لي كاتبة ذلك المقال بأن أستعير بعض كلماتها لأنها تمثلني أنا وكل شعب الإمارات العظيم «كم عمراً نحتاج يا زايد كي نحصي أفضالك علينا وبنا .. وكي نسردك على أجيالنا وكي نكتب حكاية الكرم والوفاء والعشق والنقاء .. كم عمراً نحتاج فوق عمرنا يا زايد كي تستسيغ قلوبنا مرارة النبأ .. كم عمراً نحتاج يا زايد كي نستوعب غيابك وكي نـتأقلم مع فكرة رحيلك». رحمك الله أيها الشهم الكريم وأسكنك فسيح جناته مع النبيين والصديقين والشهداء وحسن أولئك رفيقاً .. وجبر قلوبنا بعدك وأدام الله علينا وعلى وطننا نعمة الأمن والأمان والقيادة الرشيدة تحت قيادة صاحب السمو الوالد الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة حفظه الله خير خلف لخير سلف .. وتبقى الإمارات ببركة زايد وذكره الطيب منارة التقدم والازدهار والاعتدال في العالم. [email protected]