الأربعاء - 15 مايو 2024
الأربعاء - 15 مايو 2024

رمضان يجمعنا

في هذه الأيام المباركة تعج المساجد بروادها من المصلين والمعتكفين والركع السجود يحيون الليالي العشر الأواخر من شهر رمضان المبارك، ويكثر الناس من أعمال الخير ومن إخراج الصدقات بأنواعها والزكاة المفروضة على كل مسلم غني وقادر، وتتسابق الأسر الخيرة إلى أعمال البر والإحسان وتسارع أمهاتنا وربات البيوت إلى توزيع الصحون الرمضانية وغيرها على الجيران والأهل والأصدقاء، والكل يطلب الأجر المضاعف من الله عز وجل. وفي الوقت ذاته تعج الأسواق بمرتاديها وزبائنها فهذا موسم العيد، وكثير من النساء مشغولات بجلب «عباياتهن» وملابسهن وكذلك الإكسوارات ذات الفائدة أو غيرها، وكثير من الشباب يبحث عن محل ليشتري «نعال» العيد ويجهز ملابسه لذلك اليوم السعيد. وفي الوقت نفسه تمتلئ الخيم الرمضانية الكبيرة بكل ما لذ وطاب من المأكولات والفعاليات و«الشيش»، فهناك خيم رمضانية فارهة المستوى كأنك تجلس في قصر السلاطين الأوائل، ورغم المبالغ الهائلة واستغلال مناسبة كأس العالم فهناك إقبال كثيف عليها يفوق أي إقبال. وفي الوقت ذاته فإن الدورات الرمضانية الكروية وغيرها قد تصدرت العناوين والصحف وأبرزت لها المانشيتات وحظيت بجمهور كبير غفير يتابع الفعاليات بكل شغف بعد صلاة التراويح حتى موعد السحور، وباتت تستهوي فئات كبيرة جداً من الشباب من الجنسين، وأصبح لها جوائز كبيرة جداً تغري أي مهتم بمتابعتها والاشتراك فيها وشغل أوقات الفراغ لدى الأجيال الشابة. وفي الأيام نفسها أيضاً يبادر بعض كبار السن والقوم إلى فتح المجالس الرمضانية في بيوتهم أو في مدنهم ومناطقهم، فالمجالس هي مصانع الرجال الحقيقية، وهي ما يعلم كل معاني الأجيال السابقة التي أوصلتنا إلى ما نحن عليه الآن، ويرتادها الكثير لحضور الفعاليات المجتمعية والحكومية ليتحدثوا بما فيه صالح البلاد والعباد، وتتعلم الأجيال الشابة منهم كل المعاني الحسنة والعلوم الأولية.. فالمجالس لها فائدتها العظيمة على كل الأجيال. وفي النهاية.. إنه شهر رمضان المبارك الذي يجمع ما بين كل هذا وذاك.. قد نختلف في إحيائه فكل منا له هدف منه لكن نحن متفقون على أنه يجمعنا جميعاً تحت مظلة واحدة. [email protected]