الخميس - 16 مايو 2024
الخميس - 16 مايو 2024

حمالة الحطب

في القرآن الكريم الذي نزل في رمضان المبارك كثير من القصص والأحداث التي تعلم المسلمين أحداث الماضي السحيق وتعطي الدروس والعبر عن الأمم الغابرة والممالك المنتهية، ومن ذلك قوله عز وجل في سورة المسد (تبت يدا أبي لهب وتب، ما أغنى عنه ماله وما كسب، سيصلى ناراً ذات لهب، وامرأته حمالة الحطب، في جيدها حبل من مسد). وقد عرف المسلمون في مشارق الأرض ومغاربها تفسير هذه الآيات الخمس وخصوصاً الآية التي تتحدث بشكل واضح عن أم جميل زوجة أبي لهب عندما وصفها الله عز وجل بأنها (حمالة الحطب) وهو توصيف رائع جداً لمن يحمل النميمة والسوء والخيانة ويضع العراقيل أمام دعوة الإسلام لكي لا تنتشر ويهمز ويلمز بالمؤمنين. والقرآن الكريم ميزته أنه يصلح لكل زمان ومكان وكذلك الآيات الخاصة حتى ولو أسقطناها على الواقع فإنها ستكون صالحة جداً لمثل نموذج (حمالي الحطب) الذي سأتحدث عنه والذي كان مبدؤه أم جميل ولن ينتهي، فهو بالأساس منهج تنتهجه حكومات تتخذ من منابرها (الضرارية) وسيلة لترويج الإشاعات والأباطيل عن إخوانهم وذوي قرابتهم وينتهكون كل المحرمات وفضائل الشهر المبارك ويتاجرون بقضايا المسلمين لنشر التفرقة وزيادة الكراهية لمصلحتهم الخاصة. إن ما تفعله (حمالة الحطب) بوسائلها وأخبارها المفبركة الآن لم تفعله حتى نظيرتها الأولى التي حكم الله عليها من فوق سبع سموات لعظم ما فعلته وسوء عملها الذي انقلب عليها وبالاً وخسراناً، لذلك فليس لدي إلا تساؤل بسيط لعلي أجد إجابة تفسر هذه الرغبة الكبيرة بشق الصف والهمز واللمز ونقل الإشاعات والإساءة إلى الأشقاء واتهامهم بالتآمر على أخوانهم المسلمين اتهاماً باطلاً ومعيباً في أيام مباركة وفي شهر فضيل وهذا التساؤل مكون من كلمة واحدة وهي: لماذا؟ ما السبب أو لنقل ما المصلحة التي ستحصل عليها من جراء التشبه بفئة عاقبها الله عز وجل في محكم آيات التنزيل وكشف عنها الغطاء في آيات تتلى من فجر الدعوة الإسلامية .. لا مصلحة أبداً من وجهة نظري، فما أراه هو فجور في الخصومة يصل حد التجني ويقطع كل الأوصال التي ينبغي ألا تقطع وينسف كل دعوات الحكمة والتعقل. لن أقول في النهاية سوى صدق الله عز وجل وصدق القرآن الكريم في وصف هؤلاء وبطل كل باطل يفعلونه، إن الباطل كان زهوقاً.