الأربعاء - 15 مايو 2024
الأربعاء - 15 مايو 2024

أنا والكوجر وشارع مليحة

كانت ألفورد الكوجر أول سيارة أشتريها في حياتي قبل عشرين سنة، ولم تكن هي حلمي، فكنت طامحاً بالفورد الموستانج، لكن والدي حفظه الله كان له رأي آخر، وبقيت عندي الكوجر عدة سنوات، لكنها بحسابي الشخصي كانت مرحلة كاملة من مراحل حياتي، شهدت فيها الكثير من الأحداث والقصص التي تستحق أن تروى، فقد كانت سيارة غير عادية فعلاً حتى حكاياتها مختلفة. وإحدى حكاياتها، والتي يذكرها الصحبة المباركون ممن زاملتهم في جامعة الإمارات في تلك السنوات أنني كنت خارجاً مع مجموعة من الأصدقاء، متجهين لمدينة العين كعادتنا كل جمعة بعدد من السيارات، وكان طريق الذيد - العين غير مضاء في أجزاء كثيرة منه في ذلك الوقت، وقريباً من مليحة وقفت لغرض ما، واستمر الأصدقاء في سيرهم، وتأخرت عنهم عدة دقائق، فقلت سأعوض الوقت، وأسرع قليلاً حتى ألحق بموكبنا، ولم تخذلني الكوجر، وما هي إلا دقائق، وأنا أراهم أمامي، لكني قررت بمساعدة الكوجر أن أتخطاهم لأكون في مقدمة ركب السيارات، فتجاوزت الجميع، وما إن وصلت للسيارة التي في المقدمة حتى أغلق قائدها أمامي المسرب الثاني، فقررت أن أتجاوز من كتف الطريق، وكان قراراً خاطئاً بالتأكيد، فقد شاهدت «مطبة» أمامي، فقررت العودة للشارع، وعندها فقدت السيطرة على مقود السيارة، وبلحظات وجدت نفسي عالقاً في السيارة على تل من التلال الصحراوية القريبة من الشارع، مخلفاً موجة عارمة من الغبار. حمدت الله فوراً على نعمة الحياة، فمازلت حياً، ومازالت السيارة تعمل، وكان قد استقر في مخيلتي أن السيارة ستنفجر عما قريب، فقفزت من السيارة برشاقة، واتجهت للشارع رغم الغبار، ولم تكن هناك إضاءة، وبنفس اللحظات كان أصدقائي قد هالهم الموقف، ووقفوا كلهم وركضوا باتجاه السيارة للبحث عني، والاطمئنان علي، ولم يجدوا أحداً في السيارة، فبكى من بكى وتأثر من تأثر، وأكثرهم أحد الأخوة إلى أن صاح أحدهم قائلاً: وجدناه الحمد لله لم يحدث له شيء، فتنفس الجميع الصعداء. كانت لحظات لا تنسى مع الكوجر، ولن أنسى لعبدالرحمن بكاءه، ولأخي بسام تكفله بقيادة السيارة مجدداً، ولن أنسى للكوجر أنها كانت شاهداً على جزء مهم من تاريخي في جامعة الإمارات.