السبت - 18 مايو 2024
السبت - 18 مايو 2024

إلا أوطان الخليج

مسيرة امتدت لأكثر من ثلاثة عقود، حكم تورّث، وتبقى صورة التقدير، وتستمر مواقف التلاحم، (خليجنا واحد) رغم مؤامرات أحزاب الظلام، تستمر المنجزات في المضي قدماً في وجه كل من يحاول العبث بمكتسباته، والنيل من وحدته. إننا كشعوب في دول المنطقة، علينا أن ندرك جيداً خطورة الخطط التي تدار من قبل بعض الأحزاب التي لا تمت بصلة لقيم الإسلام، ويجب أن نتوحد أمام أولئك الذين يتخذون من الرايات البراقة شعاراً لهم، فما تقوم به بعض الجماعات المتطرفة من تشويه لسمعة الإسلام في المقام الأول، وتخويف الآمنين في بيوتهم، ومحاولاتهم المستميتة لنقل سمومهم إلى داخل المنطقة، هي أجندات يُراد بها تفكيك المنظومة الخليجية الصامدة طوال الفترة الماضية، ومن المهم التوحد في مواجهتها. ما شهدته المنطقة في الآونة الأخيرة من أعمال تفتيت، وتمزيق مستمر ما بين المناطق والدول، تدل على أن هناك من الجماعات من لا هم له سوى تكسير كل روابط التآخي ما بين الشعوب والنظم، وللأسف الشديد يوجد شباب غرر به للمشاركة في صراعات تهدف لتدمير المباني، وقبل ذلك ذبح الإنسانية من مشاعر الناس، هذه الأهداف التي كشفتها الأحداث الماضية تبين أهمية الوعي الخليجي الدائم بضرورة التلاقي لمحاربتها، والذي كانت أحد آثاره الدور السعودي والإماراتي للتوحد كالجسد أمام أخطار المنطقة. إن الجولة التي قام بها الوفد السعودي رفيع المستوى بقيادة الأمير الحكيم، صاحب التجارب الطويلة الناجحة في الدبلوماسية العالمية الأمير سعود الفيصل، والاجتماعات الدائمة مع قيادتنا الحكيمة، وكان آخرها لقاء الوفد السعودي مع الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة ـ حفظه الله ورعاه جاءت لتكلل الجهود المشتركة الناجحة في التغلب على كل العقبات، وللمضي قدماً في سبيل المحافظة على أمان المنطقة من كيد الأعداء. نحن نُحسد من كل دول العالم على وجود الثروات الطبيعية في هذا المكان من العالم، ومحسودون أيضاً على وجود الثروات العقلية الحكيمة التي تستمر في العطاء، وإظهار الحنكة في كل الظروف، آن الأوان لنقدر هذه الجهود الكبيرة بأن نتفهم كل ما يحيط بالمنطقة من ظروف، أن نقف صفاً واحداً قائلين (إلا أوطان الخليج). حفظ الله خليجنا من كل شر، وأدام قياداته وشعوبه في أمان.