الأربعاء - 15 مايو 2024
الأربعاء - 15 مايو 2024

نحو خليج محصن ضد الإرهاب

إن التنظيمات الإرهابية، وخاصة النبتة المارقة كداعش وغيرها، ما هي إلا مثال حقيقي على حالة الاحتقان المذهبي الشديد الذي تعاني منه الحالة الدينية والمذهبية في أقطار الوطن العربي والإسلامي، وهي ثمرة فاسدة من ثمار التطرف الديني الذي يقتل كل شيء يتصل بالحياة بحجة إقامة الخلافة، وهو شعار مستخدم من أجل مزيد من القتل والإرهاب باسم الإسلام، والإسلام منه بريء، فالإسلام دين أتى أولاً لحفظ النفس البشرية والحقوق المعروفة للبشرية، وهو دين صالح لإقامة حياة مدنية تكفل للبشرية كافة حقوقها وتصونها. ومثل هذه الحالات الشاذة كداعش وغيرها من التنظيمات التي أضحت خطراً حقيقياً غذتها للأسف بعض السياسات الخاطئة للبعض من الذين أرادوا أن يلعبوا دوراً كبيراً في فرض جماعات الإسلام السياسي والجماعات الإسلامية المتطرفة على الساحة العربية، وفرض الربيع الدموي العربي الذي أثمر هذه الفوضى التي أثمرت بالنهاية وجود هذه الجماعات حتى كبرت واستفحلت، وأضحت تهدد الجميع وأولهم من رعاها وغذى أفكارها، وها هي الآن تلعب على مشارف منطقتنا، بكل قوة تنشر الدمار والخراب والأشلاء، وترخص القتل وتقتل كل معاني الإنسانية، وتنشر الكراهية العميقة للإسلام من حيث تشعر أو لا تشعر. إن جناية البعض ممن سمح لنفسه بدعم مثل هذه الأفكار والجماعات كبيرة جداً أمام البشرية جمعاء، ومن ثم أمام الله عز وجل، لأنهم سمحوا لهذا المارد الكبير أن يقوى في ظروف الفوضى التي نشروها في الوطن العربي، وهذه السياسات الخاطئة ينبغي أن تتوقف تماماً حتى لا يتسع الخرق على الراقع. لذا على من شذ وحيداً بعيداً عن الجماعة ووحدة المصير، وفكّر أنه سيكون بمنأى عن شرور هذه الجماعات، أن يفكر جلياً في مواقفه وأن يعود إلى التفكير الصائب، فالخطر كبير جداً إن لم يقاومه الجميع. والعاقل من يدرك خطأه، ويؤمن بأن يد الله مع الجماعة، وأنه بتوحده مع أشقائه سيكون فقط بمأمن من جميع هذه الأخطار المحدقة شرقاً وغرباً، ومهما حدثته نفسه بغير ذلك فعليه أن يكبح جماحها، ويشاهد المشاهد التي تبثها وسائل التواصل، وما أكثرها حول القتل الرخيص والوحشي لقيمة الحياة من وحوش بصورة بشر. إن داعش خطر عظيم، وليست داعش وحدها فكل من يتخذ الدين ستاراً من أجل نشر الإرهاب ينبغي علينا جميعاً أن نقاومه ونحاربه بقوة بقوة القانون، وتوحيد السياسات وتطبيق السياسات الأمنية الموحدة، فخليجنا العربي خط أحمر، وعلينا ألا نفكر لبرهة بالتخلي عن دفاعاتنا، والسماح لأي تنظيم مهما كان باختراق أمننا القومي. [email protected]