السبت - 18 مايو 2024
السبت - 18 مايو 2024

مفتاح التعامل

نواجه الكثير من الشخصيات سواء في مقاعد الدراسة أو داخل ميادين العمل، بعض الوظائف تتطلب العمل الجماعي المشترك الذي لا يقوم عمل إلا من خلاله، وفي أحيان نشترك مع أحدهم لإتمام مشروع، ولكننا نُفاجأ بأننا لا نستطيع التعامل مع الأنماط المختلفة فنفشل في الوصول إلى دواخلهم. إن التعامل مع الناس يعد أمراً جوهرياً في حياتنا، وسعدتُ كثيراً حين شاهدت البعض من مجندي الخدمة الوطنية في فترة إجازتهم يتحدثون عن أهمية العمل المشترك، وفهم الآخر. مثل هذه السلوكيات من المهم أن تحظى بحيز سواء في مناهجنا الدراسية، وكذلك في أحاديثنا العابرة مع الأصدقاء، فأستغرب من الحشو المتزايد لبعض المواضيع التي قد لا تؤدي في النهاية لبناء طالب مستقيم من الناحية النفسية قبل العلمية، فالهدف الأكبر هو تخريج الإنسان القادر على تجاوز مطبات الحياة، ومن بعده تأتي معطيات المسائل والحفظ. أحدهم يحكي بأن زميله في العمل يرفض الحديث معه، ينزوي بعيداً محاولاً التملص عن أي فرصة للحوار، حاول مراراً الاقتراب لكنه يُصدم بجدار التجاهل، عرف فيما بعد أن السبب يعود لكون هذا الزميل قد تضرر من أحدهم في العمل السابق، ففقد الثقة في جميع الزملاء. في البيت الواحد، نُشاهد من الشباب الشكاوى المستمرة لعدم تقبل الآباء هواياتهم، أو تقليلهم من شأن الرغبات التي ينوون تحقيقها، والمعضلة الأكبر حين يشتد النقاش وينتهي بجملة (أنا أكبر منك عمراً)، فتدوي هذه الكلمة في قلب هذا الحالم بالأماني الكبرى، وقد يتبع هذا التعامل الجاف من الآباء بعض النتائج السلبية من انحراف أو عواقب أخرى قد تظهر لاحقاً بغير سابق إنذار. من المسؤول عن غرس قيمة التعامل بإيجابية مع الناس، وإضافة روح التسامح في قلوبهم؟ أعتقد أن ذلك يكمن بنا نحن أولاً في البدء بالذات، ومن ثم التدرج في إيصال الفكرة للمحيط العام فالمجتمع، لتعمم أهميتها. مثل ذاك الموظف أو الشاب هم طاقات رئيسة يبنى منها مجتمع تتكامل قواه لتحقيق أهدافه، مؤسف أن تُقابل المقترحات بالتعنت، والمكابرة في أحيان أخرى، وألا نعي أن مفاتيح التعامل الصحيح مع البشر قد تفتح غُرف النجاح لديهم، أؤمن تماماً بأنه لا يوجد إنسان مستحيل أن يُفهم، فقط يوجد من لم تعرف كيفية التعامل معه. [email protected]