الجمعة - 17 مايو 2024
الجمعة - 17 مايو 2024

فعلاً.. إنها مجنونة..!

تقدم «ريال مدريد» بهدفين قاتلين على منافسه «ريال سوسيداد» في بداية مباراتهما بالجولة الثانية من الليغا الإسبانية، وعندها راح معلق المباراة يتغنى بإبداعات الملكي، وقال إننا قد نكون على موعد مع نتيجة كبيرة الليلة، لكن الحال لم يستمر على ذلك طويلاً، إذ سرعان ما انقلبت الأمور بطريقة دراماتيكية لتنتهي المباراة بخسارة الريال بأربعة أهداف مقابل هدفين بين مصدق ومكذب لما جرى، لكن بعد أيام قلائل فقط تناسى بطل أوروبا ما حدث له سريعاً، ليعود ويحرز انتصارين متتاليين على الصعيدين القاري والمحلي، ويسجل فيهما ثلاثة عشر هدفاً بالتمام والكمال، خمسة منها في مرمى بازل بتصفيات أبطال أوروبا وثمانية أخرى في مرمى «لاكورونا»، وكأنه أراد أن ينتقم بهذا العدد من الأهداف من فضيحته تلك. وفي الدوري الإنجليزي تكرر المشهد أمس الأول حين دخل مانشستر يونايتد، مستعيناً بثورة نجومه الجدد، خاصة فالكاو وزيماريا الأرجنتيني، مباراته مع «ليستر سيتي» العائد للأضواء من بعد غياب طويل، ليتقدم بهدفين نظيفين رائعين ثم يواصل تفوقه بثلاثة أهداف لهدف، وبينما كنا نتوقع أنه في طريقه لتسجيل فوز كبير ومريح، وإذا بالكارثة تحل فجأة على الفريق بعد أن سجل أصحاب الأرض أربعة أهداف متتالية، ليلحقوا بالشياطين الحمر خسارة مذلة ستحتفظ بها سجلات المسابقة على مدى تاريخ البطولة. هذا ما حدث في إسبانيا وإنجلترا خلال الأسابيع الأخيرة، لكن الطريف أن تلك العدوى سرعان ما انتقلت لدورينا أيضاً، ففي مباراة الأهلي والشباب التي أقيمت ضمن مباريات الجولة الثانية من دوري الخليج العربي، فاجأنا حامل اللقب بتقدمه بهدفين نظيفين، أنهى الشوط الأول بأحدهما وواصل تفوقه بالثاني، وعندها قلنا الله يستر على الجوارح لأن الأهلي نفسيته مفتوحة، وواضح جداً أنه يريد حسم الديربي لصالحه وإخماد ثورة الجوارح إلى الأبد، بإضافة المزيد من الأهداف في شباكه، لكن يا سبحان الله! فقد توقفت ماكينات الفرسان فجأة وبلا مقدمات، في الوقت الذي انتفض فيه نجوم الشباب ليسجلوا الهدف الأول ثم هدف التعادل، ويضيفوا عليه الثالث ويؤكدوا فوزههم بالرابع، حتى خُيل لنا أنهم في الطريق لتسجيل الخامس والسادس .. حقاً فقد كانت ليلة هستيرية ضحك فيها الشبابيون كثيراً، بينما لم يصدق الفرسان ما جرى لهم في تلك الدقائق المجنونة التي قلبت تفوقهم إلى خسارة صعبة هكذا. ببساطة جداً، فإن هذه الأمثلة والكثير منها تؤكد لنا صدق من قال إنها كرة القدم، مجنونة بالفعل ولا أمان لها مطلقاً، وإلا فهل من المعقول أن تحدث مثل هذه الانقلابات السريعة هكذا، فرق تتقدم بهدفين وثلاثة ثم تخرج خاسرة بهذه الكيفية غير المنطقية، وبالمثل فرق نعتبرها صغيرة لا حول لها ولا قوة تكسر شوكة الكبار من الفرق الأبطال! وأخيراً هل من دراسة فنية للأسباب التي تؤدي إلى مثل هذه النتائج الغريبة؟